في مؤشر إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها، رفعت الصين ليل الثلاثاء-الأربعاء الإغلاق عن مدينة ووهان البؤرة التي انطلق منها فيروس كورونا المستجد الذي خلف أكثر من 75 ألف وفاة في العالم.
ورأى صحافيون من وكالة فرانس برس مئات الركاب العالقين منذ أشهر في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، يهرعون على الفور إلى محطات القطار بعد أن بات بوسع المدينة التحرر من حالة الشلل التي شهدتها بعد ظهور أولى الإصابات في نهاية 2019.
وقال رجل لم يرغب في ذكر اسمه والابتسامة على وجهه، "لقد عشت محبوساً 77 يوماً!"، وهو متجه للمحطة بهدف العودة إلى تشانغشا، على بعد 350 كيلومتراً تقريباً.
وفي سياق متصل، تحقق ما كانت الصين تنتظره منذ ثلاثة أشهر: للمرة الأولى الثلاثاء لم تسجّل أي وفاة جديدة في حصيلتها اليومية، منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر.
وكانت أوروبا، القارة الأكثر تضرراً جراء الوباء العالمي مع تسجيلها أكثر من 54 ألف وفاة، تأمل بترسيخ بوادر الأمل التي برزت في عطلة نهاية الأسبوع الفائت عندما تراجع عدد الوفيات في إيطاليا وإسبانيا.
لكن عادت الحصيلة اليومية للوفيات الى الارتفاع من جديد في إسبانيا بعد أربعة أيام من الانخفاض، فسجلت 743 وفاة الثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الإجمالية لديها إلى 13798 وفاة.
ولوحظ الاتجاه نفسه في فرنسا التي سجلت 597 وفاة إضافية خلال 24 ساعة في مستشفياتها، لترتفع حصيلة الوفيات لديها إلى 10328 وفاة.
أما إيطاليا أكثر بلدان العالم تضرراً فارتفعت حصيلتها إلى 17127 وفاة.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع، استقر عدد الأشخاص الذين نُقلوا إلى المستشفيات في العديد من البلدان، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا، مما عزز الأمل في أن تكون الجائحة في طريقها لبلوغ ذروتها.
وقالت الطبيبة ماريا خوسيه سييرا من مركز الإنذار الصحي الإسباني: "على الرغم من التباطؤ، بدأنا نلحظ قدراً من التراجع في الضغط على طواقم المستشفيات ووحدات العناية المركزة".
وبالمثل تحدث الطبيب ريكار فيرير عن وضع مستقر في مستشفى فال ديبرون، وهو الأكبر في برشلونة، وقال "تلقينا 24 مريضاً جديداً يومياً على يومين"، وأضاف "ما زلنا نتوقع أسبوعا أو أسبوعين حرجين للغاية".
العودة للحياة الطبيعة في أوروبا
وأعلن الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية أنه سيضمن أكثر من 15 مليار يورو لمساعدة الدول الأكثر ضعفا في إفريقيا وبقية العالم.
ويدور نقاش عالمي أيضاً بشأن إلغاء إجراءات العزل، ما يثير الخشية من أن يتراجع الالتزام بالتدابير من جانب قرابة أربع مليارات شخص أي أكثر من نصف سكان العالم، تُرغمهم أو تدعوهم السلطات للبقاء في منازلهم حاليا.
فمن بعد النمسا الاثنين، أعلنت النروج بدورها عن تخفيف تدريجي لإجراءاتها بدءًا من 20 نيسان/أبريل، مع إشارة البرتغال إلى بدء العودة إلى الوضع الطبيعي في أيار/مايو.
في مواجهة الظروف الصحية المتباينة داخل الاتحاد الأوروبي، تخلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن عرض "المبادئ التوجيهية" التي كان مقرراً أن تكشف عنها الأربعاء لضمان خروج منسق من الحجر. وقال مصدر أوروبي "إن المفوضية لا تريد المخاطرة بإعطاء إشارة تخفيف يمكن أن يساء فهمها".
الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة حيث تجاوزت الحصيلة 10 آلاف وفاة، مدّد أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، تدابير العزل حتى 29 نيسان/أبريل، معتبراً أن "الوقت الحالي غير مناسب للتراخي".
وسجّلت ولاية نيويورك أكبر حصيلة يومية لوفيات فيروس كورونا المستجد، مع إعلان كومو عن وفاة 731 مصاباً خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات في الولاية إلى 5489 حالة.
ويجري تحويل كاتدرائية القديس يوحنا الواقعة في مانهاتن، إلى مستشفى ميداني عبر نصب خيم طبية في داخلها.
المصدر: فرانس برس
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 07 أبريل, 2020
الامم المتحدة: العمال يواجهون أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية بسبب كورونا
الثلاثاء, 07 أبريل, 2020
لبنان: سجناء يشعلون النار بفُرشهم بعد أن طالبو بالعفو عنهم خوفاً من "كورونا"
الإثنين, 06 أبريل, 2020
بعد إصابته بكورونا.. نقل رئيس وزراء بريطانيا "جونسون" للعناية المركزة عقب تدهور حالته