أكدت تركيا الأحد بدء عملية عسكرية واسعة ضدّ النظام السوري الذي افاد ان انقرة اسقطت له طائرتين حربيتين، توازياً مع مواصلتها الضغط على أوروبا من خلال سماحها لآلاف المهاجرين بالتوجه إلى الحدود مع اليونان.
وبعد أسابيع من التوتر في محافظة إدلب في شمال-غرب سوريا، أعلنت أنقرة أنّها تقود عملية "درع الربيع" ضدّ نظام الرئيس بشار الأسد الذي تعرضت قواته لخسائر كبيرة جراء الضربات التركية في الأيام الأخيرة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري الاحد أنه "في تمام الساعة 13,25 من هذا اليوم وبينما كانت طائرتان سوريتان تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب، قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية".
وأكد المصدر أن الطيارين قفزوا بالمظلات "بسلام".
وأعلنت وزارة الدفاع التركية من جهتها إن "طائرتي سوخوي- 24 كانتا تستهدفان طائراتنا جرى إسقاطهما"، مشيرة أيضاً إلى "تدمير سلاح مضاد للطيران أسقط إحدى طائراتنا المسيرة، فضلاً عن منظومتي مضادات طائرات".
وفي وقت سابق صباح الأحد، أعلن مصدر عسكري سوري "إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأي طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وبخاصة فوق محافظة إدلب".
وأعلنت وكالة "سانا" مساء أن الجيش السوري أسقط الأحد "ثلاث طائرات مسيرة تابعة للنظام التركي"، بعدما كانت أفادت صباحاً عن إسقاط أول طائرة، الأمر الذي أكده المرصد السوري ووزارة الدفاع التركية.
ويأتي إعلان الجيش السوري إغلاق مجاله الجوي غداة مقتل 26 عنصراً من جنوده جراء استهداف طائرات مسيرة تركية مواقع عسكرية عدة في ريفي إدلب وحلب، وفق ما أفاد المرصد السوري.
وبينما يتدهور الوضع في سوريا، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي اكار أنّ أنقرة لا تريد مواجهة روسيا، الحليف القوي للنظام السوري.
وقال إنّ هدف الهجوم التركي "وضع حد لمجازر النظام ومنع موجة هجرة".
وكثّفت تركيا منذ السبت استهدافها مواقع تابعة للنظام السوري عبر غارات تشنها طائرات مسيّرة، ولكنها المرة الأولى التي تعلن فيها رسمياً أنّ تحركاتها تندرج في خانة عملية شاملة.
وبدأت العملية التركية عقب مقتل 33 جندياً تركيا في غارات جوية نسبت إلى النظام السوري، في أشد خسارة تتعرض لها أنقرة منذ دخولها العسكري المباشر إلى الميدان السوري في 2016.
وقتل نحو 90 جنديا سورياً ومقاتلون يتبعون جماعات موالية لدمشق في الضربات التي شنتها أنقرة يومي الجمعة والسبت، بحسب المرصد السوري.
وتشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ كانون الأول/ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية في محافظة إدلب وجوارها.
إلا أنّ هذا الهجوم أدى إلى حدوث توتر بين أنقرة وموسكو. فرغم أنّ تركيا تدعم بعض الجماعات المعارضة في مقابل دعم روسيا للنظام، فإنّ الدولتين عززتا تعاونهما في الملف السوري على مدار الأعوام الماضية.
المصدر: وكالات