سيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة بدعم تركي، مساء اليوم الخميس، على ثلاث قرى قرب مدينة سراقب، في الريف الأوسط لإدلب، شرقي المدينة، بعد مواجهات أسفرت عن انسحاب قوات النظام والمليشيات المساندة لها من المنطقة، فيما ذكر التلفزيون الروسي أن الجيش التركي يطلق النار على طائرات روسية في إدلب.
وأعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني"، السيطرة على قرى داديخ وجوباس وكفربطيخ، في الريف الجنوبي لمدينة سراقب بعد مواجهات مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لهيئة "تحرير الشام" أبو خالد الشامي، إن الفصائل "دمّرت واستولت على عشرات الآليات لقوات النظام على محور سراقب، كما أسرت عنصرين من تلك القوات، وما زالت مستمرة في التقدم".
ومنذ سيطرتها على سراقب، فجر اليوم، اتجهت الفصائل العسكرية جنوباً، على الرغم من الهجوم المضاد الذي بدأته قوات النظام بدعم روسي.
وما زالت المعارك مستمرة بغية تأمين محيط المدينة والتقدم جنوباً، وتعني السيطرة على سراقب ذات الموقع الاستراتيجي الهام، والواقعة على مفترق الطريقين الدوليين حلب – دمشق "إم 5"، وحلب – اللاذقية "إم 4"، قطع الطريقين الدوليين، ولا سيما طريق الـ"إم 5" بعد إعلان النظام السيطرة عليه بشكل كامل قبل أيام خلال المعارك الدائرة، حيث باتت الفصائل تقف على مفترق الطريقين، شمالي سراقب، بعد أن كانت تحت سيطرة النظام في الأيام الماضية.
وبالسيطرة على سراقب، تكون قوات المعارضة السورية قد فكت الحصار عن ثلاث نقاط تركية محيطة بسراقب من جهات الشمال، والشرق، والغرب، فيما تبقى نقطة تركية محاصرة في جنوب المدينة، حيث عمد الجيش التركي إلى نشر أربع نقاط في محيط المدينة بعد تقدم النظام إليها والسيطرة عليها قبل حوالي أسبوعين.
في المقابل، قال التلفزيون الروسي، اليوم، إن خبراء عسكريين أتراكاً في محافظة إدلب يستخدمون صواريخ محمولة على الكتف في محاولة لإسقاط طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري.
وتزامن هذا التصريح، الذي بثته قناة روسيا 24 التلفزيونية أثناء عرض تقرير من إدلب، مع إعلان مسؤولين أتراك ومن المعارضة السورية السيطرة على بلدة النيرب في إدلب.
وأضاف تقرير روسيا 24 "طائراتهم والطائرات الروسية تنقذ حياة الجنود السوريين حرفياً.. الطائرات السورية والروسية توقف تقدم مسلحي المعارضة مرة بعد أخرى. لكن السماء فوق إدلب خطيرة كذلك. مسلحو المعارضة والخبراء الأتراك يستخدمون بشكل نشط أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف".
من جانب آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في ما يخص العلاقات مع روسيا، إن أنقرة "استخدمت موقعها بشكل إيجابي على طاولة الحوار بخصوص سورية وليبيا".
وأضاف في تصريحات صحافية "روسيا تقدم الدعم لنظام الأسد منذ بداية الثورة السورية، ونعتقد أن نظام الأسد لن يفلح في توحيد سورية بسبب مسؤوليته المباشرة عن مقتل حوالي مليون مدني، وارتكاب أفظع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوري".
وأعرب جاووش أوغلو عن أسفه لعدم التزام روسيا بالمهام الواقعة على عاتقها لحمل الأسد على وقف هجماته على إدلب، والذهاب أبعد من ذلك من خلال المشاركة في تنفيذ الهجمات.
وأكد أن "الوفدين التركي والروسي يلتقيان في أنقرة اليوم، وسنقوم بتقييم الأوضاع مرة أخرى لدى عودتي مساء، ورغم كل هذه الصعوبات، فإننا نسعى مع روسيا لإحلال وقف إطلاق نار دائم وملزم في سورية".
ولفت إلى أن "الاختلاف مع دولة ما لا يستدعي قطع العلاقات معها بشكل كامل. لنكن واقعيين، لا يمكننا التعلق بدولة واحدة فقط في كافة المجالات بما فيها مجال الطاقة والأمن، إننا في تركيا نسعى لاتباع سياسة خارجية متعددة الأطراف ومتوازنة".
وفي وقت سابق، اليوم، قتل ثلاثة جنود أتراك وأصيب أكثر من 10 نتيجة قصف جوي يعتقد أنه روسي على قرية بليون في جبل الزاوية.
ويشهد جبل الزاوية هجوماً معاكساً من قبل فصائل المعارضة لاستعادة بلدتي كنصفرة والموزرة في جبل الزاوية، اللتين سيطرت عليهما قوات النظام يوم أمس.
وكانت قوات النظام ومليشيات تساندها قد حققت تقدماً سريعاً وملحوظاً بريف إدلب الجنوبي، وتحديداً في جبل الزاوية، غربي مدينة معرة النعمان، وسيطرت على العديد من القرى والبلدات هناك، أهمها مدينة كفرنبل، التي تعد من أهم قلاع الثورة السورية، وذلك خلال الهجوم الذي بدأته قبل أيام.
المصدر: العربي الجديد