شهدت الساعات الأخيرة تطورات ميدانية متسارعة في سوريا، ففي حين تواصلت الغارات الروسية على مناطق بريف حلب الغربي، شهدت إدلب معارك ضارية بين قوات النظام والمعارضة، في وقت تشهد فيه موسكو محادثات روسية تركية بشأن خفض التصعيد.
ففي ريف حلب الغربي، تجددت الغارات الروسية على منطقتي أريحا وجبل الأربعين ومناطق أخرى، وسط أنباء عن خروج مستشفيين من الخدمة إثر تعرضهما للقصف.
بدورها، أعلنت قوات النظام السوري اليوم الاثنين أنها فرضت سيطرتها الكاملة على عشرات البلدات في ريف حلب الشمالي الغربي، وقالت إنها ستواصل حملتها للقضاء "على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت".
وبدعم من ضربات جوية روسية مكثفة، تقاتل قوات النظام منذ بداية العام لاستعادة ريف حلب وأجزاء من محافظة إدلب المجاورة، حيث يوجد آخر معاقل المعارضة المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وذكر عاملون في مستشفى أن ضربات جوية نفذتها قوات النظام أصابت بلدة دارة عزة قرب الحدود التركية على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال من مدينة حلب، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وأجبر مستشفيين على الإغلاق.
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن المقاتلات الروسية استهدفت مستشفيي الفردوس وكنانة في دارة عزة، مما أدى إلى خروجهما من الخدمة وإصابة حارس.
وفي إدلب، تتواصل الاشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة روسيا وإيرانيا، وسط توسيع النظام رقعة سيطرته خلال الأيام الأخيرة.
وبدعم من روسيا، سيطرت قوات النظام على 16 منطقة سكنية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، شملت عندان وحريتان وشويحنة وكفر حمرة وجمعية الزهراء وبيانون وحيّان وتل مصيبين وبابيص ومعارة الأرتيق وجمعية الهادي وبشكاتين والهوتة والليرمون وملاّح وكفر داعل.
وبهذا يكون النظام السوري قد عزز من سيطرته على الطريق الدولي "إم 5" الواصل بين حلب والعاصمة دمشق.
يأتي هذا في وقت عززت فيه القوات التركية مواقعها داخل الحدود السورية، وقد استهدفت المدفعية التركية مواقع لقوات النظام والوحدات الكردية في مدينة تل رفعت، وبلدتي منغ ومرعناز بريف حلب الشمالي.
ونقلت الجزيرة عن مصادر عسكرية تركية قولها إن رتلاً، يتألف من نحو 150مركبة محملة بالمدفعية والدبابات والعتاد وناقلات الجند، دخل صباح اليوم الاثنين من معبر ريحانلي الحدودي التركي باتجاه الأراضي السورية عبر معبر باب الهوى السوري.
وحسب المصادر، فإن الرتل توجّه إلى نقاط المراقبة التركية المنتشرة في ريف إدلب لتعزيز قدراتها تحسبا لأي هجوم قد تتعرض له من قوات النظام السوري.
وتتواصل أرتال التعزيزات العسكرية التركية منذ تفاقم الوضع العسكري في إدلب، مع تعرض القوات التركية لهجمات من النظام السوري، أدت إلى مقتل وجرح عدد من العسكريين الأتراك.
المصدر: الجزيرة