أصيب 14 من جنود الاحتلال الإسرائيلي في عملية دهس فجر اليوم الخميس بمدينة القدس جرت على مرحلتين، فيما استشهد ثلاثة شبان فلسطينيون برصاص الاحتلال في جنين والقدس. بحسب ما نقلت "الجزيرة" عن مراسلها.
وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أن سائق مركبة دهس أحد الجنود في القدس المحتلة، ثم توجه إلى جنود آخرين، ثم انسحب من المكان، بينما شنت قوات الاحتلال عملية بحث مكثف عن منفذ العملية.
وأوضحت خدمات الطوارئ أن شخصا يبلغ من العمر عشرين عاما يرقد في حالة خطيرة بعد إصابته في الحادث الذي وقع في شارع ديفيد ريمز الساعة 01:45 فجرا بالتوقيت المحلي.
وقال المتحدّث باسم الشرطة الإسرائيليّة ميكي روزنفيلد إن "وحدات من الشرطة والمسعفين وصلوا إلى المكان ويحاولون العثور على السيارة، وقد فُتِح تحقيق في هجوم إرهابي".
وقالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إنها "عالجت ونقلت" إلى المستشفيات 14 شخصا أصيبوا بجروح جرّاء الاصطدام الذي حصل في منطقة تضمّ مقاهي ومطاعم عدة، بينما قال متحدّث عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجيش على عِلم بهجوم محتمل ارتكبه قائد سيارة في المنطقة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الشرطة قولها إن عملية البحث عن المشتبه به جارية الآن.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن عملية الدهس "فعل مقاوم"، وأنها ردّ على إعلان خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم في بيان إن "الفعل المقاوم في قلب القدس المحتلة هو رد شعبنا العملي على إعلان صفقة ترامب التصفوية".
وفي القدس أيضا، أطلقت شرطة الاحتلال النار على فلسطيني في البلدة القديمة.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة إن الفلسطيني هاجم الشرطيين المتمركزين بالقرب من بوابة الأسد وأُطلق النار عليهم، وأصيب بعد ذلك مقاتل بحرس الحدود وتم نقله إلى المستشفى في حالة مرضية.
وأضافت المتحدثة أن "ضباط الشرطة أطلقوا النار على المهاجم وتم تحييده".
مواجهات جنين
وفي جنين، استشهد الشاب يزن منذر أبو طبيخ (19 عاما) صباح اليوم الخميس، جراء إصابته برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين اقتحموا المخيم فجرا لهدم منزل عائلة الأسير الفلسطيني أحمد قنبع.
وقالت مصادر صحفية إن الشهيد -وهو طالب جامعي- أصيب برصاصة حية في صدره أحدثت نزيفا حادا، نقل على إثرها لمستشفى جنين الحكومي لتلقي الإسعافات، لكنه استشهد بعد وقت قصير لأن الإصابة كانت مباشرة في رئتيه.
وقال الصحفي محمد عتيق من مدينة جنين -لمراسل الجزيرة نت- إن الشهيد أصيب هو وستة شبان آخرون، أحدهم حالته خطيرة، خلال اشتباكات مسلحة ومواجهات بين شبان من المخيم وجنود الاحتلال.
ووصف المواجهات بالعنيفة، حيث استمرت ساعات أصيب خلالها الجنود بحالة "هستيرية"، وأطلقوا وابلا من النيران وأصابوا العشرات بالاختناق بالغاز المدمع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وخرج عشرات الشبان من مدينة جنين ومخيمها في مسيرة جابت شوارع المخيم وهم يحملون الشهيد على الأكتاف، وسط هتافات ودعوات للانتقام والرد على قتله، ومن المتوقع أن يشيع جثمانه ظهر اليوم في المخيم.
وفي تطور لاحق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطيني ثان في جنين يدعى طارق أحمد بدوان، متأثرا بجروح حرجة بالرصاص الحي في البطن، فجر اليوم.
وقال مصدر أمني إن بدوان (25 عاما) "من قوات الشرطة الفلسطينية، وقد أصيب بينما كان في ساحة مقر الشرطة قرب منزل الأسير الفلسطيني أحمد قنبع الذي هدمته قوات الاحتلال فجر اليوم.
هدم منزل
وكان العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والآلات العسكرية قد احتشدوا بُعيد منتصف الليل عند أطراف المخيم، قبل أن يداهموا حي البساتين القريب منه لهدم منزل الأسير الفلسطيني أحمد قنبع للمرة الثانية على التوالي.
وتتهم إسرائيل الأسير قنبع بمساعدة الشهيد أحمد جرار المنتمي لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي نفذ عملية إطلاق نار وقتل مستوطنا (حاخاما) قرب مستوطنة يتسهار بقضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية قبل عامين.
وهدم الاحتلال منزل الأسير قنبع العام الماضي للمرة الأولى، وهدد بهدمه مرة ثانية، وهو ما دعا ذوي الأسير للاستئناف على القرار مرتين، ليأتي رد المحكمة الإسرائيلية برفض الاستئناف والتهديد بهدم المنزل، وهو ما حدث فجر اليوم، حيث تم هدمه باستخدام الجرافات العسكرية.
ويتزامن هدم منزل الأسير قنبع مع الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الشاب أحمد جرار الذي طارده الاحتلال شهرا كاملا، قبل أن يغتاله في أحد المنازل التي اختبأ فيها قرب المخيم.
المصدر: الجزيرة