أعلن مدير إدارة السياسة الخارجية في مجلس السيادة السوداني، رشاد فراج الطيب السراج، الأربعاء 5 فبراير/شباط 2020، استقالته من منصبه؛ احتجاجاً على لقاء رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويعد الطيب السراج ذو منصب مهم في مجلس السيادة السوداني الذي يحكم السودان الآن ويترأسه عبدالفتاح البرهان، لذلك فالاستقالة كاشفة لردود الفعل على اللقاء الشهير بين بنيامين نتنياهو والبرهان.
السراج، قال في بيان استقالته، إنه «بعد سنوات حافلة بالعطاء من أجل وطني وشعبي العظيم، أجد اليوم عسيراً ومستحيلاً على نفسي الاستمرار في موقعي كمدير لإدارة السياسة الخارجية، إذ يتعين عليَّ أن أخدم في حكومة يسعى رأسها للتطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس الشريف، ويقتل أهلنا في فلسطين».
أضاف: «أمانة التكليف تقتضي أن أقدم استقالتي قبل أن أرى أعلام الكيان الصهيوني ترفرف على القصر الذي قُتل فيه (تشارلز جورج) غردون (لواء بالجيش البريطاني قُتل بالخرطوم) من قِبل المجاهدين من أبناء السودان، الذين قاتلوا وكلاء الاحتلال وبذلوا دماءهم مهراً للحرية».
وقال الطيب السراج: «أعلن بصفتي مديراً لإدارة السياسة الخارجية بمجلس السيادة الانتقالي، براءتي أمام الله ورسوله والمؤمنين من ذلك الفعل (لقاء البرهان ونتنياهو)، كما أعلن أنني لم أعد مديراً لتلك الإدارة».
يُذكر أن مكتب رئاسة الوزراء في إسرائيل كشف على «تويتر» الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، عن لقاء نتنياهو والبرهان في أوغندا، مضيفاً أنهما اتفقا على «بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين».
من جانبه، رحّب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الأربعاء، على صفحته بـ «فيسبوك»، بـ «التعميم الصحفي» الذي أصدره البرهان حول اجتماعه مع نتنياهو، لكنه استدرك أن «العلاقات الخارجية من مهام مجلس الوزراء».
في حين أدان «تجمع المهنيين السودانيين» اللقاء واعتبره «تجاوزاً خطيراً» للسلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية. كما قالت قوى «إعلان الحرية والتغيير»، في بيان، إن اللقاء يشكل «تجاوزاً كبيراً للسلطة التنفيذية».
باستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدتي سلام، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
وفي رده على التساؤلات حول دوافع اللقاء، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبدالفتاح البرهان، الأربعاء، أن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جرى بدافع «تحقيق المصلحة السودانية العليا»، مع تأكيد تثبيت ثوابت السودان تجاه القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد ركن عامر محمد الحسن، في مقر القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.
قال الحسن: «عُقد اجتماع بين رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش (البرهان) ورؤساء تحرير الصحف، تناول زيارة القائد العام لأوغندا ومقابلته رئيس الوزراء الإسرائيلي».
أضاف أن البرهان أكد أن «دوافعه للقاء نتنياهو (تكمن في) تحقيق مصالح السودان العليا، تلك كانت دواعيه وأهدافه على اعتبار المصلحة المشتركة، مع تأكيد ثوابت السودان تجاه القضية الفلسطينية».
وتابع عامر محمد الحسن: «البرهان أكد أن دواعي هذا اللقاء هي المحك الذي يمر به السودان، من خلال الضغط الاقتصادي الذي يواجهه المواطن، وهو يحتاج قرارات جريئة ترفع واقع الشعب السوداني في حياته ومعاشه».
أشار إلى أن البرهان شدد على «ضرورة صدور قرارات جريئة، لتحويل سياسات السودان الداخلية والخارجية، ليعود السودان رقماً في علاقاته الخارجية التي تراعي مصالحه».
كما أكد البرهان أن هَمَّ العسكريين تسليم السلطة إلى المدنيين بموجب الوثيقة الدستورية، للوصول إلى المؤتمر الدستوري والانتخابات، مشدداً على أن «كل العسكريين لا هَمَّ لهم في الاستمرار بالحكم».
المصدر: الأناضول