يستمر إغلاق الطرق في العاصمة العراقية ومحافظات الوسط والجنوب -لليوم الرابع على التوالي- بهدف الضغط على السياسيين لتنفيذ مطالب المحتجين المتمثلة بالإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل.
وقالت خلية الإعلام الأمني إن سيارة تابعة للجيش تعرضت لهجوم بقنبلة يدوية بالقرب من الطريق السريع (وسط بغداد) مما أدى إلى إصابة جندي.
وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد -من على جسر محمد القاسم الذي يعد الشريان الرئيسي للمرور في العاصمة- بقطع المرور في هذا الجسر والشارع الرئيسي المتصل به لعدة كيلومترات بالإطارات المشتعلة والفواصل الحديدية، حيث لا ترى سوى سيارات التوك توك والدراجات النارية التي تتبع المحتجين.
وكانت ساحة التحرير (مركز الاحتجاجات في بغداد) قد شهدت صباح اليوم اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن حيث وقعت إصابات بين الطرفين، وفق ما قال المراسل.
في غضون ذلك، اتهم الجيش في وقت سابق اليوم من أسماهم "المندسين" بقتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات المناوئة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، بهدف إلصاق التهمة بقوات الأمن.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، ونقلها التلفزيون الرسمي.
وقال اللواء خلف: لدينا مقاطع فيديو تبين البنادق والأسلحة التي تستخدم من المندسين لقتل الناس بغرض تأجيج الوضع وزرع الفتنة وإلصاق التهم بالقوات المسلحة.
وأضاف أن الدولة تقوم بملاحقة "المجرمين" بمختلف مسمياتهم، وستقوم بتعقبهم أينما كانوا، ولن يفلت أحد من مرتكبي هذه الجرائم من قبضة العدالة.
وفي البصرة (جنوبي البلاد) تجمع مئات الطلاب صباح اليوم للاحتجاج على عمليات القتل بعد مقتل ناشط أمس برصاص مسلحين. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "أعطونا وطنا".
ومنذ الاثنين، صعد الحراك الشعبي من الاحتجاجات بإغلاق العديد من الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والطرق الرئيسية بالعاصمة ومدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد تركزت في الناصرة (مركز محافظة ذي قار) إلى جانب كل من كربلاء والنجف والبصرة.
واتجه المتظاهرون نحو التصعيد مع انتهاء مهلة ممنوحة للسلطات للاستجابة لمطالبهم وعلى رأسها تكليف شخص مستقل نزيه بتشكيل الحكومة المقبلة، فضلا عن محاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين في الاحتجاجات.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت ستمئة قتيل فضلا عن آلاف الجرحى، معظمهم من المحتجين.
المصدر: وكالات / الجزيرة