تصاعدت الاحتجاجات الأحد في بغداد ومدن وبلدات جنوب العراق، حيث قطع متظاهرون طرقا وجسورا بينها بإطارات مشتعلة قبل يوم من انتهاء مهلة المتظاهرين للسلطات بتنفيذ مطالبهم أو البدء بخطوات تصعيدية.
ففي بغداد، احتشد مئات المحتجين في ساحتي الطيران والتحرير وسط المدينة، وأحرقوا إطارات سيارات وقطعوا طرقا رئيسية بينها شارع محمد القاسم وعند جسر السنك.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع للحد من توسع المظاهرات. ورد متظاهرون بالحجارة مما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن أحدهم ضابط، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
يأتي ذلك في وقت أعلن مكتب رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي أنه سيتم فتح المنطقة الخضراء شديدة التحصين، وسط بغداد، جزئيا أمام حركة المارة.
وتم تحديد ساعات فتح المنطقة أمام المركبات صباحا من السادسة حتى العاشرة، ومساء من الثانية ظهرا حتى الخامسة. وسيستمر هذا الإجراء لحين فتح المنطقة بالكامل قريبا أمام حركة السير.
وفي الناصرية (جنوب البلاد) توافد مئات المحتجين لساحة الحبوبي وسط المدينة. وقطع متظاهرون طرقا وجسورا رئيسية بالمدينة التي استمر فيها إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.
كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريع الذي يربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مرورا بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة والكتل السياسية إهمال مطالبهم.
وفي النجف أفاد مصدر أمني بإضرام محتجين النار في مقر حركة الوفاء بزعامة عضو البرلمان والمحافظ السابق عدنان الزرفي في قضاء الكوفة.
وأضاف المصدر ذاته أن النار أتت على معظم محتويات المكتب، في وقت تحاول فرق الدفاع المدني السيطرة على الحريق.
وكان عشرات المحتجين أحرقوا مساء أمس مقراً تابعاً لحزب الله العراقي القريب من ساحة الصدرَين، مركز الاعتصامات بالمحافظة، كما أقدم آخرون على إغلاق جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية في المدينة.
وقالت مصادر محلية إن المحتجين أقدموا صباح اليوم على إغلاق أغلب الطرق والساحات الرئيسية في المحافظة التي أعلنت حكومتها المحلية اليوم عطلة رسمية، خشية التصعيد وتجدد المصادمات بين المحتجين والقوات الأمنية.
وفي كربلاء قال مصدران أمنيان إن مواجهات وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في حي البلدية وسط المدينة.
وأضاف المصدر ذاته أن قوات مكافحة الشغب ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين مما تسبب بإصابة عدد منهم بحالات اختناق، ورد المتظاهرون برشق عناصر الأمن بالحجارة.
وبالتزامن مع ذلك، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى بينها الديوانية والكوت والعمارة وجميعها في جنوب البلاد. وقد شهد أغلبها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية وقيام متظاهرين بقطع طرق رئيسية وجسور بالإطارات المشتعلة وغيرها.
ويشهد العراق شللا سياسيا منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي مطلع ديسمبر/كانون الأول. وما تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لإيجاد شخصية بديلة رغم انقضاء المهل الدستورية.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها المظاهرات في أنحاء البلاد منذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مقتل أكثر من خمسمئة شخص غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح.
المصدر: وكالات