قال كاتب بصحيفة وول ستريت جورنال إن الدول التي ظلت لفترة طويلة تدفع الولايات المتحدة إلى موقف أكثر تشددا تجاه إيران بدأت تتخذ موقفا مهادنا في الصراع الأميركي الإيراني.
وأوضح ياروسلاف تروفيموف -في مقال له بالصحيفة- أن السعودية والإمارات اعتراهما الخوف عقب مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني من أن تتضررا على المستوى العسكري، وقد ازداد هذا الخوف أمس عقب إطلاق أكثر من عشرة صواريخ باليستية إيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق.
وأشار إلى أن قابلية البنية التحتية للطاقة وضعفها لدى السعودية والإمارات اتضحا عقب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية في أبقيق سبتمبر/أيلول الماضي.
وألمح الكاتب إلى محادثات غير مباشرة بين الرياض وإيران، قائلا إن رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبد المهدي صرح عقب مقتل سليماني بأنه كان يتوسط في محادثات غير مباشرة بين الرياض ومسؤولين إيرانيين بينهم سليماني.
وأضاف الكاتب أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعا فور مقتل سليماني -في مكالمة مع عبد المهدي- إلى جهود لتهدئة الوضع وأرسل شقيقه خالد إلى واشنطن لشرح القلق السعودي وحثها على ضبط النفس.
وفي الإمارات دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى "التصرف بحكمة وبنهج عقلاني بعيدا عن العواطف".
ونسب الكاتب لرئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية بالرياض محمد السليمي قوله إن قضية السعودية ورغبتها الرئيسية هي "التهدئة" مضيفا أنهم يعلمون أن إيران غاضبة لكن وبمرور الوقت ربما يبدؤون في التفكير بهدوء وعقلانية وسيتبينون أن أي رد قوي على أميركا يضر بمصالحهم ومصالح المنطقة.
ومع ذلك، يقول السليمي إن الرياض لا تزال تدعم حملة "الضغط الأقصى" الأميركية على إيران واصفا إياها بأنها الأفضل بين كل الخيارات الأخرى، وأن الخيار البديل لهذه الحملة هو الحرب "ولا أحد يريد الحرب".
وعن الإمارات يقول الكاتب إن أغلب مدنها تقع على مرمى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى وإنها أكثر عرضة للمخاطر من غيرها من دول الخليج، مضيفا أن الإمارات ستصاب بالشلل إذا بدأ الأجانب بها (حوالي 88% من السكان) الخروج منها بسبب الصراع مع إيران.
ونقل عن المعلق الإماراتي عبد الخالق عبد الله قوله إنه لا يوجد سبب أبدا لأن تستهدف إيران الإمارات أو أيا من دول الخليج العربية لأن المواجهة الحالية هي أميركية إيرانية "فقد بدأت أميركا هذه المواجهة. والسعودية والإمارات لم تفعلا شيئا لإثارتها. لا أعتقد أن الإيرانيين أغبياء لكي يهاجموا القواعد الأميركية بدول الخليج. لديهم ما يكفي من القواعد الأميركية قريبة منهم في العراق".
المصدر : وول ستريت جورنال