دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء دول العالم إلى مساعدة بلاده في إعادة توطين مليون لاجئ سوري في بلادهم، متهما الحكومات بالتحرك لحماية حقول النفط السورية بأسرع من تحركها لحماية أطفال سوريا.
وقال أردوغان، الذي تستضيف بلاده 3.7 مليون لاجئ سوري أي أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، إنه ينبغي على أكثر من 600 ألف لاجئ الانضمام طوعا إلى نحو 371 ألفا موجودين بالفعل في ”منطقة سلام“ بشمال سوريا كانت تركيا قد أخرجت فصائل كردية مسلحة منها.
وأضاف أمام المنتدى العالمي للاجئين في جنيف "أعتقد أنه يمكن بسهولة إعادة توطين مليون شخص خلال فترة قصير جدا".
وشكك الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند في خطة أردوغان، قائلا إنه رغم تقدم تركيا كثيرا في مسار استضافة اللاجئين فإن من الخطأ إعادة توطين لاجئين عرب في مناطق كان يسكنها أكراد.
وأضاف لرويترز "آمل ألا يحدث ذلك فعل ويجب ألا يحدث".
وتقول تركيا إنها تتوقع أن يكون اللاجئون الأكراد السوريون الذين تستضيفهم، وعددهم نحو 300 ألف، هم أول من يعودوا إلى المنطقة الواقعة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي إن العودة يجب أن تكون طوعية وإنه يجب توفير الدعم لهم ومناقشة موضوعات مثل الممتلكات وغيرها من المسائل القانونية الأخرى.
وقال جراندي خلال مؤتمر صحفي "نحث أيضا السلطات السورية على السماح لنا بالوجود في المناطق التي سيعود إليها اللاجئون كإجراء لبناء الثقة".
تكلفة باهظة
أنفقت تركيا ما يزيد على 40 مليار دولار على استضافة اللاجئين وانتقدت الاتحاد الأوروبي الذي خصص نحو ستة مليارات يورو (6.61 مليار دولار) على عدم تقديم سوى نصف هذا المبلغ.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه ملتزم بتسليم الباقي.
وفي انتقاد واضح للولايات المتحدة التي تحركت بسرعة لحماية حقول النفط السورية بعد انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية، قال أردوغان "للأسف الجهود التي بُذلت لحماية حقول النفط لم يُحشد مثلها لأمن وسلامة أطفال سوريا".
وطلبت سوريا مرارا من شركائها في حلف شمال الأطلسي المساعدة في تمويل خططها. وقال أردوغان الأسبوع الماضي إنه يمكن أن تعيد بلاده توطين مليون لاجئ في المنطقة بين رأس العين وتل أبيض وحدها.
وقال أردوغان يوم الثلاثاء إن من الممكن أن تبني تركيا مساكن ومدارس في هذه المنطقة مثلما فعلت في مناطق أخرى من شمال سوريا بعد طرد وحدات حماية الشعب الكردية منها.
المصدر: رويترز