أعلنت مدينة الزنتان بالغرب الليبي حالة النفير العام دفاعا عن العاصمة طرابلس في مواجهة حملة عسكرية تشنها قوات حفتر، في حين تلقت محاور القتال بطرابلس تعزيزات عسكرية جديدة.
وجاءت الخطوة بعد إعلان مجالس بلدية وعسكرية في مدن غرب ليبيا من بينها زليتن والزاوية وكاباو والرحيبات والخمس ومسلاتة، حالة الطوارئ وتسخير كافة الإمكانيات تحت تصرف الدولة لحسم معركة طرابلس ودحر مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والتمسك بخيار الدولة المدنية ورفض حكم الفرد.
وقال المجلس الأعلى لأعيان وحكماء الزنتان، في بيان إنه يبارك ويؤيد "القرارات الجريئة والوطنية للمدن والقبائل من مختلف ربوع بلادنا بالاستنفار وتسخير كل الإمكانات العسكرية والمدنية في سبيل رد العدوان عن طرابلس واستئصال جذوره".
وأضاف أن "مدينة الزنتان، بجميع مكوناتها العسكرية والمدنية والاجتماعية ونوابها وأعضائها في مجلس الدولة والقوى الفاعلة فيها، أعلنت حالة الاستنفار من اليوم الأول للاعتداء على العاصمة، وسخرت كل إمكاناتها العسكرية والمدنية، وساندت القيادات العسكرية والسياسية، وما زالت رهن نداء الوطن".
ولفت المجلس إلى أنه أخذ على عاتقه إعادة لحمة الصف في المنطقة الغربية، وتواصل مع مدنها وقراها في جولات عدة، وكان نتاجها بيانات تدعم الحكومة الشرعية وترفض عسكرة الدولة.
وتعد كتائب مصراتة القوة الضاربة والعمود الفقري الذي تعتمد عليها حكومة الوفاق في خط دفاعها عن العاصمة جنوب طرابلس، حيث تدور الاشتباكات المسلحة، كما تتمركز هذه الكتائب قرب مدينة بني وليد وفي مدينة سرت التي خاضت فيها معارك طاحنة للقضاء على معقل تنظيم الدولة في ليبيا.
وقد كانت الكتائب المسلحة المنتمية إلى مصراتة أولى طلائع القوات المتصدية لرتل حفتر عند هجومه على طرابلس في الرابع من أبريل/نيسان الماضي.
تعزيزات إلى طرابلس
من جهة أخرى، استيقظت العاصمة الليبية طرابلس، صباح اليوم الثلاثاء، على أصوات إطلاق قذائف مدفعية ثقيلة تستهدف تمركزات لقوات حفتر.
ونقل مراسل الأناضول عن مصدر عسكري تابع للحكومة الليبية، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، بأن ما يسمع الآن هو استهداف لتمركزات مسلحي حفتر جنوبي طرابلس.
وأضاف المصدر أن قوات الوفاق أرسلت الاثنين تعزيزات عسكرية (لم يوضح طبيعتها) إلى محاور عدة جنوبي طرابلس، بعد إعلان مدن من بينها مصراتة حالة النفير للدفاع عن العاصمة.
وأعلنت قوات الوفاق، عبر بيان، أن التعزيزات وصلت من المنطقة العسكرية الوسطى التابعة لها.
وتأتي تلك التطورات في ظل تضامن شعبي واسع مع الحكومة الليبية في مواجهة عدوان قوات حفتر على العاصمة.
وكان حفتر أعلن الخميس الماضي -بعد 8 أشهر من فشل قواته في اقتحام طرابلس- بدء المعركة الحاسمة للتقدم نحو قلب العاصمة، دون أي تقدم على الأرض.
وسبق لحفتر أن أصدر إعلانات مماثلة أكثر من مرة، دون أن يتحقق ما وعد به، وعندما بدأ الهجوم على طرابلس في 4 أبريل/نيسان الماضي، زعمت قواته أنها ستسيطر على العاصمة في 48 ساعة، غير أن هجومه ما زال متعثرا.
وأجهض هجوم حفتر على طرابلس جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للحوار بين الليبيين.
المصدر: الجزيرة نت+وكالات