أعلنت هيئة الانتخابات الجزائرية اليوم الجمعة فوز رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون بانتخابات الرئاسة التي أجريت أمس الخميس "حيث حصل على 58% من الأصوات".
وأوضحت أن نسبة المشاركة بالاقتراع الرئاسي بلغت 41.14%. وقد أجرت البلاد أمس سادس انتخابات رئاسية في عهد التعددية السياسية، في ظروف خاصة، وفي ظل انقسام بين مؤيدين ورافضين لها.
وخرج الآلاف الخميس إلى شوارع وسط الجزائر العاصمة مرددين هتافات "لا للتصويت" وهرع رجال الشرطة لتفريق المحتجين بالعصي، لكنهم تراجعوا مع وصول المزيد من المتظاهرين.
كما خرجت مظاهرات في مدينتي قَسنطينة وتيزي وزو رافضة إجراء الانتخابات في الظروف الحالية.
وفي منطقة القبائل، وهي مركز رئيسي للاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة، قال أحد السكان إن المتظاهرين اقتحموا مركز اقتراع في بجاية ودمروا الصناديق وخرجوا إلى الشوارع في بلدة حيزر يهتفون "لا للتصويت".
وتعيش الجزائر منذ 22 من فبراير/شباط الماضي أزمة سياسية معقدة، ومسيرات شعبية مستمرة كل أيام الجمعة والثلاثاء تطالب بالتغيير الجذري للنظام.
مسار طويل
- قضى عبد المجيد تبون معظم حياته موظفا كبيرا، فقد شغل منصب وال (محافظ) مرات عدة.
- شغل تبون فور تخرجه من المدرسة الوطنية العليا للإدارة في سبعينيات القرن الماضي، منصب أمين عام بولايات الجلفة (وسط) أدرار (جنوب غرب) باتنة (شرق) والمسيلة (وسط)، كما اشتغل واليا بأدرار، وتيارت (غرب) وتيزي وزو (وسط).
- أصبح لفترة وجيزة وزيرا منتدبا في عام 1991 في ظل رئاسة الشاذلي بن جديد.
- خلال هذه الفترة تولى منصب وزير منتدب بالجماعات المحلية (1991-1992) ثم وزيرا للاتصال والثقافة عام 1991.
- عينه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد انتخابه في 1999 وزيرا وزيرا للسكن والعمران، واحتفظ بمنصبه إلى سنة 2002.
- ثم عاد بعد عشر سنوات، عاد ليتولى مجددا وزير السكن في 2012، وتقلد معها منصب وزير التجارة بالنيابة لعدة أشهر.
- قضى تبون، أقصر فترة لرئيس وزراء في تاريخ البلاد، إذ لم يتجاوز مكوثه في المنصب 90 يوما، حيث عين في مايو/أيار 2017 وأقيل في أغسطس/آب من العام نفسه.
- جاءت إقالة تبون من رئاسة الوزراء بعد ثلاثة أشهر من تعيينه، على خلفية تهجمه على رجال الأعمال الذين يدورون في فلك الرئيس، وأغلبهم اليوم موجودون في السجن بتهم فساد.
- استغل تبون إقالته هذه لدفع الناس إلى التغاضي عن خدمته إلى جانب بوتفليقة.
- لا يزال عضوا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا)، لكنه ترشح كمستقل بعيدا عن حزب بوتفليقة المرفوض شعبيا.
- جاء فوز تبون رغم تنكر حزبه جبهة التحرير الوطني له، ودعم مرشح التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، لكن الرجل حظي بدعم الطرق الصوفية في البلاد، ومنظمات كثيرة من المجتمع المدني.
- اتسمت الانتخابات التي فاز بها بمقاطعة شعبية ورفض واسع لها من قبل الحراك المناهض لنظام بوتفليقة ولأي انتخابات تنظم في ظل رموز نظامه.
- يؤكد كثيرون أن تبون هو "المرشح الخفي" للنظام وللدولة العميقة في الجزائر؛ ولكنه يقول في مقابلة مع الجزيرة نت ردا على ذلك "أنا خدمت الدولة الجزائرية لمدة خمسين سنة، وعملت مع كل الرؤساء السابقين من هواري بومدين وصولا إلى الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف".
- يؤكد في المقابلة ذاتها أن الأولوية بالنسبة له هي الشروع في تعديل الدستور خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الانتخابات الرئاسية، وهذا من خلال تنصيب ورشات قطاعية لمباشرة العملية.
- جاء إعلان فوز تبون بالرئاسة، مع الموعد الأسبوعي للتظاهرات الرافضة للانتخابات والمطالبة بتغيير جذري للنظام، لكن الرجل تعهد بفتح حوار مع الجميع لتجاوز الأزمة، في وقت يعتبر أن الحراك الشعبي الأصلي خلال الأسابيع الأولى للانتفاضة كانت مطالبه شرعية، لكنه انحرف في الفترة الأخيرة إلى مهاجمة المؤسسات.
- على المستوى الخارجي، أعلن تبون المحافظة على ثوابت السياسة الخارجية للبلاد، مثل عدم التدخل في شؤون الدول، والتوجه نحو أفريقيا باعتبارها عمقا إستراتيجيا للجزائر، كما أطلق تصريحات نارية ضد المستعمر القديم فرنسا.
المصدر: الجزيرة نت