تظهر شكوى من وزارة العدل الأمريكية أن اثنين من الموظفين السابقين في تويتر ورجلا ثالثا من السعودية يواجهون اتهامات بالتجسس لصالح المملكة من خلال البحث عن بيانات شخصية خاصة بمستخدمين وتقديمها لمسؤولين سعوديين مقابل أموال.
ووفقا للشكوى المقدمة يوم الأربعاء، يواجه علي الزبارة وأحمد أبو عمو اللذان كانا يعملان في تويتر وأحمد المطيري الذي كان يعمل آنذاك لدى الأسرة الحاكمة في السعودية اتهامات بالعمل لصالح المملكة دون ترخيص بالعمل كعملاء أجانب.
وتشير الاتهامات إلى غضب علني غير مألوف تجاه السعودية، حليفة الولايات المتحدة التي تربطها علاقات طيبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم ما يثار حول سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وينتقد مشرعون كثيرون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولايات المتحدة سلوك السعودية في حرب اليمن وفيما يتصل بقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 بالقنصلية السعودية في اسطنبول.
ورغم الضغوط وقف ترامب بجانب السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي ظهر في الشكوى بوصفه العضو رقم واحد بالأسرة الحاكمة بحسب صحيفة واشنطن بوست التي كانت أول من نشر الاتهامات.
كما تسلط الاتهامات الضوء من جديد على شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون بشأن كيفية حمايتها للتفاصيل الشخصية الخاصة التي تجمعها عن مستخدميها بما في ذلك حمايتها من موظفين لا يوجد سبب مشروع لاطلاعهم على تلك المعلومات.
وتقول الشكوى إن أبو عمو دخل مرارا على حساب أحد أبرز المنتقدين للعائلة المالكة السعودية في أوائل عام 2015. وفي إحدى المرات استطاع الاطلاع على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المرتبط بالحساب.
ودخل أبو عمو أيضا على حساب منتقد سعودي ثان للحصول على معلومات تسهل عملية التعرف عليه شخصيا.
وعن الزبارة، جاء بالشكوى أن تويتر اكتشفت أنه يطّلع على بيانات خاصة دون تصريح بذلك وأعطته عطلة إدارية في نهاية 2015، لكن ذلك كان بعد حصوله على بيانات أكثر من 6000 حساب من بينها 33 حسابا قدمت السلطات السعودية إلى تويتر بشأنها طلبات تتعلق بإنفاذ القانون.
وقالت وزارة العدل في بيان صحفي ”كان بالإمكان استخدام هذه المعلومات للتعرف على مستخدمي تويتر الذين نشروا هذه المنشورات وتحديد موقعهم“.
أما المطيري، فوجهت له تهمة العمل كوسيط بين الحكومة السعودية وموظفي تويتر.
وأضافت الوزارة أن أبو عمو، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، اعتقل في سياتل بينما يفترض أن الاثنين الآخرين في السعودية. وصدر أمر ببقاء أبو عمو في الحجز إلى حين انعقاد جلسة للنظر في الأمر يوم الجمعة.
* المال مقابل المعلومات
أفادت الشكوى أن الموظفين السابقين في تويتر حصلا على أموال ومكافآت أخرى منها ساعة باهظة الثمن مقابل المعلومات التي قدماها.
وقال أبو عمو لاحقا إن الساعة ثمنها 35 ألف دولار وذلك في اتصالات مع مشترين محتملين على موقع كريجزليست دوت أورج.
ويبدو أن الذي جند الاثنين مسؤول سعودي كبير قالت واشنطن بوست إنه بدر العساكر المستشار المقرب للأمير محمد والذي يدير الآن مكتبه الخاص ومؤسسته الخيرية مسك.
وتشير الشكوى الأمريكية إلى أن معظم الاتصالات جرت في 2014 و2015 أثناء توسع سلطات ولي العهد.
وجاء بشكوى وزارة العدل أن أحدهما نشر صورته مع ولي العهد أثناء زيارته واشنطن في مايو أيار 2015 بينما سافر الآخر من سان فرانسيسكو إلى واشنطن أثناء الفترة ذاتها.
ولم ترد السفارة السعودية على طلب للتعليق.
وعبّرت شركة تويتر عن امتنانها لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ووزارة العدل وقالت في بيان ”ندرك إلى أي مدى قد تذهب العناصر الخبيثة في محاولة تقويض خدمتنا“.
المصدر: رويترز