بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأحد، مقتل أبوبكر البغدادي (48 عاما)، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، في عملية نوعية نفذتها قوات أمريكية خاصة مساء أمس السبت بأدلب- شمالي سوريا، ضجت وسائل الإعلام الدولية بهذا الخبر، وما زالت تضج حتى الأن.
ويعد مقتل شخص كالبغدادي، بعد أن ظل متخفيا لأكثر من خمس سنوات، حدثا غير عاديا بالنسبة للعالم، والولايات المتحدة بشكل خاص، بإعتباره الرجل الأغلى على رأس قائمة المطلوبين لديها- بعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية أمريكية نوعية بباكستان في 2 مايو 2011، وقبله أبو مصعب الزرقاوي الذي الذي قتل في غارة جوية أمريكية بالعراق في 2006..
حيث وضعت وزارة الخزانة الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار، قبل سنوات، مقابل الحصول على معلومات تؤدي للوصول إلى أبوبكر البغدادي.
فمن هو أبو بكر البغدادي؟
ولد إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي البدري، المعروف بأبو بكر البغدادي، عام 1971، في مدينة سامراء العراقية لعائلة متدينة تنتمي إلى عشيرة البدري.
وفي سن الـ18 انتقل البغدادي إلى حي الطبجي بالعاصمة بغداد، حيث حصل على شهادته الجامعية الأولى والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية، ثم حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي من الجامعة ذاتها في عام 2000، بحسب ما أوردته صحيفة تلغراف البريطانية.
بقي البغدادي في الحي نفسه حتى عام 2004، وكان يسكن في غرفة ملاصقة لمسجد الحي، الذي عمل فيه إماما لنحو 14 عاما، لكنه غادر المنطقة إثر خلاف مع باني المسجد وأهل الحي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المصلين بالمسجد في تلك الفترة أن البغدادي كان أفضل لاعب كرة قدم ضمن فريق المسجد، وكانت هي الرياضة الوحيدة التي يمارسها.
وذكرت مصادر صحفية عربية عن أستاذ درس البغدادي على يديه أن الأخير "لم يكن سلفيا، وتخصص في التجويد ولا علاقة له بغير التلاوة". في حين تشير مواقع "جهادية" إلى حصوله على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
بعد ذلك التحق البغدادي بجماعة "التوحيد والجهاد" التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي، والتي تستلهم نهج تنظيم القاعدة، وكانت تقاتل في محافظة الأنبار العراقية.
وفي تلك الفترة، اعتقلته القوات الأميركية وسجنته لمدة أربعة أعوام في سجن بوكا بالبصرة، حيث تعرف إلى أعضاء معتقلين من تنظيم القاعدة وانضم إليهم.
بداية الظهور
قاتل البغدادي القوات الأميركية في العراق تحت إمرة "أبو مصعب الزرقاوي" حتى مقتل الأخير بغارة أميركية عام 2006، ومن بعده بقيادة خليفته "أبو عمر البغدادي" الذي قتل هو الآخر في 2010، وهو العام الذي تزعم فيه البغدادي تنظيم "دولة العراق الإسلامية".
انتهز البغدادي فرصة اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد 2011، فأرسل مساعده أبو محمد الجولاني إلى سوريا لكي يوجد لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل "جبهة النصرة"، التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات، فباتت رقما صعبا ضمن المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الأسد.
وفي التاسع من أبريل/نيسان 2011، ظهر تسجيل صوتي منسوب للبغدادي، أكد فيه أن جبهة النصرة في سوريا هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن توحيد اسميْ "جبهة النصرة" و"دولة العراق الإسلامية" تحت اسم واحد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
مع تزايد نفوذ رفيقه الجولاني في سوريا، ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة زعيم تنظيم الدولة بالعراق، شنّ البغدادي حربا على جبهة النصرة مما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة.
تجاهل البغدادي مطالبة زعيم القاعدة الجديد "أيمن الظواهري" إياه بترك سوريا لجبهة النصرة، ووسّع عملياته في شمال وشرق سوريا عامي 2012 و2013، واشتبكت عناصره مع قوات النظام السوري، غير أنها كرست جل مجهودها لمحاربة كتائب المعارضة السورية المسلحة الأخرى.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة قوله إن البغدادي كان الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن، الذي كلفه بتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتفيد المعلومات المتداولة على وسائل إعلام دولية، أن البغدادي أنشق عن تنظيم القاعدة عام 2013- أي بعد عامين على مقتل زعيمها اسامة بن لادن في 2011.
خليفة المسلمين
وفي 29 يونيو/حزيران 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قيام ما وصفها بـ"الخلافة الإسلامية"، وتنصيب أبو بكر البغدادي "إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان"، ودعا ما سماها "الفصائل الجهادية" في مختلف أنحاء العالم إلى مبايعته.
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني- في تسجيل صوتي وقتها- إن اسم "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" يُلغى ويقتصر على تسمية التنظيم بـ"الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن هذا الإعلان جاء بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن ممن وصفهم بـ"أهل الحل والعقد من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى".
ظهر البغدادي لأول مرة بشكل علني خطيبا يوم الجمعة 4 يوليو/تموز 2014 على منبر المسجد الكبير في مدينة الموصل، خلال شريط مصور بثه تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الحكومة العراقية شككت في صحة التسجيل قائلة إن البغدادي أصيب بغارة جوية وأنه يتلقى العلاج في مكان مجهول بسوريا.
ولم يكن البغدادي يحب الظهور الإعلامي، إلا في النادر، حيث لم يظهر في تسجيلات مصورة سوى ثلاث مرات فقط؛ فمنذ تلك اللقطات التي ظهر فيها عام 2014 لأول مرة، لم يظهر بعدها في شريط فيديو سوى في أبريل/نيسان الماضي، ثم أخيرا في منتصف سبتمبر الماضي في تسجيل صوتي وجه فيه خطابا لعناصره دعاهم فيه إلى "إنقاذ" مقاتليه وعائلاتهم المحتجزين في السجون والمخيمات متوعدا بـ"الثأر" لهم.
.
المصدر: الجزيرة + وكالات + يمن شباب نت
أخبار ذات صلة
الأحد, 27 أكتوبر, 2019
واشنطن تعلن تنفيذ عملية ضد زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي
الأحد, 27 أكتوبر, 2019
وسائل إعلام أميركية: الحمض النووي يؤكد مقتل زعيم تنظيم الدولة "البغدادي"
الأحد, 27 أكتوبر, 2019
فجر سترة ناسفة كان يرتديها.. ترامب يؤكد مقتل البغدادي في عملية شمال سوريا