قال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن الجيش التركي سيعبر مع الجيش السوري الحر الحدود مع سوريا «بعد قليل»، وذلك مع بدء تركيا عملية عسكرية بالمنطقة.
وقال ألتون على تويتر، في ساعة مبكرة صباح اليوم الأربعاء، إن على المقاتلين الأكراد هناك أن يحولوا ولاءاتهم وإلا اضطرت تركيا «لمنعهم من تعطيل» مساعيها في التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد ألتون أن بلاده ليس لديها هدف في شمال شرقي سوريا سوى القضاء على التهديد الذي يحدق بمواطنيها منذ أمد طويل، وإنقاذ السكان المحليين من أيدي العصابات المسلحة.
الأتراك: ترامب وافق على عمليات تركية في سوريا
وكتب المسؤول التركي مقالاً نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان «على العالم دعم الخطة التي أعدتها تركيا من أجل شمال شرق سوريا»، أشار فيه إلى مكالمة أردوغان مع نظيره الأمريكي.
وقال إن ترامب وافق على نقل قيادة العمليات ضد تنظيم «داعش» لصالح تركيا، في مكالمة بينه وبين أردوغان، مساء الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول.
وذكّر الأمريكيين بأقوال رئيسهم جورج واشنطن التي قال فيها: «يجب أن تبتعد الولايات المتحدة عن تحالفات دائمة».
وأضاف قائلاً: «دافع المسؤولون الأمريكيون عن تحالفهم لسنوات طويلة مع تنظيم (ي ب ك) الذراع السورية لمنظمة (بي كا كا) ضد تنظيم داعش بوصفه تحالفاً تكتيكياً، وقرار ترامب الأخير يدعم هذا الرأي».
وأردف: «تركيا شأنها شأن الولايات المتحدة ‘لا تبحث عن وحوش للقضاء عليها في الخارج’، لكن إذا كسرت الوحوش أبوابنا وحاولت إلحاق الضرر بمواطنينا حينها سنضطر للرد».
وتابع: «إرسال الشباب من الرجال والنساء إلى الحرب لم يكن يوماً قراراً سهلاً، وكما قال مؤسس جمهوريتنا مصطفى كمال أتاتورك ‘الحرب جريمة ما لم تتعرض حياة الأمة لخطر’، لكن للأسف وجدنا أنفسنا اليوم في هذا الوضع».
«ي ب ك» أمام خيارين
أكد ألتون أن «تركيا -التي فقدت العشرات من مواطنيها في هجمات لتنظيم داعش- تعد أول دولة أرسلت قوات محاربة لمكافحة الإرهابيين في سوريا، إلى جانب دعمها للجيش السوري الحر للإبقاء على الآلاف من مقاتلي داعش وراء القضبان».
وأضاف أن «الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية قيادة العمليات ضد تنظيم داعش منذ فترة طويلة، وأن تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مستعدة وقادرة على قيادة وإتمام العملية وإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم»، مشيراً إلى أن «انسحاب الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا وعدم عودة تنظيم داعش مجدداً هو من مصلحة تركيا التي تجاور سوريا، كما أن حماية المكتسبات الأمريكية ومنع تكرار الأحداث التاريخية (في إشارة إلى تكرار ظهور داعش) من مصلحة تركيا أيضاً».
وأردف ألتون قائلاً: «سنشاهد خلال الأيام المقبلة كيف سيتلقى مسلحو تنظيم (ي ب ك) هذا التغيير في القيادة (قيادة العمليات ضد داعش)، بالطبع هم أمام خيارين: الاستسلام دون أي تأخير إذا كانوا يريدون فعلاً مكافحة داعش، أو الإنصات لقاداتهم الذين يقولون إنهم سيشتبكون مع الجنود الأتراك، وفي هذه الحالة سنمنعهم من عرقلة أنشطتنا في مكافحة تنظيم داعش».
وتابع: «نجاح العملية التي تقودها تركيا في الحرب ضد داعش هو من مصلحة العالم بأسره، والجنود الأمريكيون الذين كانوا في الميدان لسنوات سيعودون إلى ديارهم، والسكان المحليون الذين هجرهم تنظيم (ي ب ك) سيعودون إلى أرضهم».
المنطقة الآمنة لصالح أوروبا أيضاً
واستطرد قائلاً: «كما أن المنطقة الآمنة لصالح أوروبا أيضاً، لأنها ستحل مشكلتي العنف وحالة عدم الاستقرار اللتين تعدان من أسباب الهجرة غير المنظمة والتطرف، فضلاً عن ذلك ستتيح هذه الخطة حماية المواطنين الأبرياء في تركيا من هجمات تنظيم إرهابي آخر».
وأوضح أن أردوغان شرح تفاصيل خطة «المنطقة الآمنة» لتركيا خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر/أيلول الماضي.
وبيّن أن تركيا تتوقع عودة مليوني لاجئ سوري بشكل طوعي إلى بلادهم حال إنشاء منطقة آمنة بين نهر الفرات والحدود العراقية السورية وعلى عمق 32 كيلومتراً.
وأضاف موضحاً أنه «في حال رسم الحدود الجنوبية للمنطقة الآمنة على خط دير الزور الرقة، فإن المنطقة ستتسع لثلاثة ملايين لاجئ مع اللاجئين الذين سيعودون من أوروبا».
وشدد المسؤول التركي على أن بلاده «ستستفيد من الخبرات التي اكتسبتها من (إدارة المناطق التي حررتها) شمالي سوريا في تحقيق الاستقرار، والأمن العام في المنطقة الآمنة، وأن أنقرة تعتقد أن أفضل حل هو إدارة الشعب السوري نفسه بنفسه من خلال مجالس محلية منتخبة».
وأشار إلى أن دعم وتعزيز التمثيل السياسي في المجالس المحلية يحظى بأهمية كبيرة في منع ظهور تنظيم داعش مجدداً، وأن بلاده أتاحت للأكراد السيطرة على غالبية المجلس المحلي في عفرين باعتبار أن غالبية السكان من الأكراد.
وأضاف: «هذا الوضع لن يتغير في المناطق ذات الغالبية الكردية بشمال شرق سوريا، ونهدف لتتويج هذه الخطوات بمشاريع لبناء مساكن ومستشفيات ومدارس من خلال الاستثمارات الدولية في البنية التحتية بالمنطقة».
عربي بوست