قال شهود عيان إن مئات المتظاهرين بدؤوا التوافد على مناطق الاحتجاجات وسط العاصمة العراقية بغداد للمشاركة في المظاهرات، رغم الإجراءات الأمنية التي تفرضها القوات العراقية في بغداد بمنع التجول الذي سرى منذ فجر اليوم وحتى أجل غير مسمى.
وأضافت المصادر أن القوات الأمنية المتواجدة في ساحتي التحرير والسنك، القريبة من ساحة التحرير في بغداد، تقوم بإطلاق العيارات النارية في الهواء لمنع المتظاهرين من الوصول إلى هذه الساحات.
وكانت القوات الأمنية أغلقت في وقت مبكر جميع الجسور المؤدية إلى مناطق وسط بغداد، كما قامت بإغلاق الطرقات والأزقة التي تؤدي إلى هذه المناطق.
وفي الديوانية (جنوبي البلاد)، أفادت مصادر محلية بمقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من عشرين، بينهم ثلاثة من عناصر قوات الأمن، في مظاهرات شارك بها آلاف في مركز المدينة اليوم الخميس.
وأضافت المصادر أن القوات الأمنية حاولت منع المتظاهرين من التجمع، وعمدت إلى إطلاق النار في محاولة لتفريقهم. وإثر ذلك أعلنت السلطات المحلية حظرا للتجول في عموم المدينة وحتى إشعار آخر.
وفي تطور لافت، نقلت "الجزيرة" عن مراسلها في بغداد بأن مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أبلغ الجزيرة بأن الحكومة بدأت التواصل مع المتظاهرين الذين وصفهم "بالسلميين" لمناقشة مطالبهم وكيفية الاستجابة لها.
كما أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن المجلس الأعلى لمكافحة الفساد قرر تنحية ألف موظف حكومي من وظائفهم بتهم تتعلق بقضايا اختلاس وهدر المال العام.
وأوضح المكتب أن الموظفين الذين طالهم القرار يعملون بدرجات وظيفية مختلفة وبعدد من مؤسسات الدولة.
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن حصيلة ضحايا المظاهرات التي شهدتها بغداد وعدد من المحافظات العراقية في اليومين الماضيين بلغت 19 قتيلا و1041 مصابا، بينهم عدد من أفراد قوات الأمن، وأضافت أن عدد المعتقلين بلغ 216، وأفرج عن 154 منهم.
يأتي ذلك في وقت فرقت فيه قوات الأمن العراقية مظاهرة في شارع السعدون (وسط بغداد) صباح اليوم.
كما أعلنت السلطات العراقية فرض منع التجول في كل من النجف وذي قار (جنوبي البلاد).
وقبل يومين، خرجت مظاهرات في العديد من المدن العراقية، أبرزها بغداد، مناهضة للحكومة ومطالبة بإجراء إصلاحات.
وبررت الحكومة إعلان حظر التجول بهدف حماية السلم العام وحماية المتظاهرين ممن وصفتهم بالمندسين الذين شنوا هجمات ضد قوات الأمن والممتلكات العامة.
من جهته، أكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال اجتماع الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية؛ ضرورة التعجيل بإجراء تحقيق دقيق بشأن ما حصل في مظاهرات اليومين الماضيين من قتلى وإصابات.
وأضاف أن المجتمعين أكدوا ضبط النفس واحترام القانون ومنع استخدام القوة المفرطة في التعامل مع الأحداث. كما أكدوا المسؤولية القانونية والمجتمعية في مواجهة من وصفهم بالمندسين.
وشدد صالح على ضرورة التواصل المباشر بين الحكومة وممثلين عن المتظاهرين للعمل معا من أجل الإصلاح والتغيير المنشود وتشكيل لجنة رسمية للتعاطي مع مطالبهم.
ما يجري في العراق دفع أيضا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة هناك للتأكيد على مشروعية المطالب التي ينادي بها المتظاهرون.
ودعت السلطات العراقية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات وإتاحة المجال للمتظاهرين المسالمين للتعبير عن آرائهم بحرية، في إطار القانون.
وأشارت إلى أن استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى تأجيج الغضب، مشددة على الحاجة الماسة لوقف التصعيد.
المصدر: وكالات + الجزيرة