ذكرت تقارير إعلامية أمريكية، الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون من منصبه.
ونقلت وكالة رويترز عن ترامب قوله إن بولتون استقال صباح الثلاثاء وإنه سيعين مستشاراً جديداً الأسبوع المقبل، وأضاف أنه طلب من بولتون الاستقالة من منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، وأضاف أنه «يختلف بشدة مع الكثير من اقتراحات بولتون».
وكانت وسائل إعلامية أمريكية قد أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي «أصبحت تُهمش» مستشار الأمن القومي، وتستبعده من المشاركة في اجتماعات السلام التي تخص مجموعة من مناطق النزاع، مثل أفغانستان.
وفقاً لصحيفة The Washington Post الأمريكية، حُرِمَ مستشار الأمن القومي جون بولتون من حضور نقاشاتٍ حساسة بشأن أفغانستان، بسبب مخاوف من أنَّه ربما يُسرِّب معلومات ويصطدم مع الرئيس. يأتي هذا عقب تقارير تحدثت عن غياب بولتون عن لقاء ترامب الأخير مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وكذلك عن لقاء ترامب عام 2018 مع مسؤول كوري شمالي كبير.
والفجوة بين مواقف بولتون وترامب بشأن قضايا رئيسية أمرٌ معروف، إذ دعم بولتون توجيه ضربات عسكرية استباقية ضد كوريا الشمالية قبل أن يصبح مستشاراً للأمن القومي، وقال إنَّ المسار الدبلوماسي مع بيونغ يانغ «روَّعه».
وأثار بولتون غضب الكوريين الشماليين -وحجَّمه ترامب بعدها- بعدما أشار إلى النموذج الليبي لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية. (تخلَّت ليبيا عن أسلحتها النووية، ثُم أُطِيح بزعيمها القذافي وقُتِل).
ثُمَّ هناك القضية السورية، إذ قال بولتون إنَّ الولايات المتحدة ستبقى حتى القضاء على الوكلاء الإيرانيين، ثُمَّ أعلن ترامب بعد بضعة أشهر انسحاباً مُخطَّطاً، في حين لم يُنفِّذ تعهُّد بولتون بصورة كاملة. وفي الوقت نفسه، يتعارض استعداد ترامب للقاء الرئيس حسن روحاني مع دعوات بولتون في الماضي، إلى تغيير النظام في إيران.
وُصف جون بولتون بـ«البلطجي» على لسان كارل فورد، عضو مجلس الشيوخ، وتحت قبة المجلس أثناء مناقشة قرار الرئيس جورج بوش الابن تعيين بولتون سفيراً لواشنطن في الأمم المتحدة، وكان فورد قد زامل بولتون في وزارة الخارجية، حيث كان عضو مجلس الشيوخ رئيساً لقسم المخابرات في الوزارة.
وشهدت تلك الجلسات كشفاً لأساليب بولتون غير النظيفة في العمل، حيث تم اتهامه بممارسة كل أنواع الضغوط على الموظفين من أجل كتابة التقارير الأمنية لتناسب وجهة نظره بغضّ النظر عن المعلومات، وبحسب فورد عندما رفض كريستيان ويسترمان رئيس فريق محللي الأسلحة البيولوجية وقتها الموافقة على تقييم بولتون بأن كوبا تسعى للحصول على أسلحة بيولوجية صرخ فيه بولتون وحاول أن يفصله من عمله.
الوصف نفسه جاء في تقديم لملف شخصي مطول عن بولتون نشرته مجلة بوليتيكو الأمريكية في فبراير/شباط الماضي بعنوان: «مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون الذي يوصف كبلطجي خطير على مسرح السياسة العالمية يعيش حلم حياته الآن!».
بولتون أحد «صقور» الإدارة الأمريكية
بولتون من مواليد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1948 في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، ودرس القانون في جامعة ييل وتخرج عام 1970، وهو جمهوري محافظ بحسب تصنيفه الحزبي وعمل في الإدارات الجمهورية المختلفة بداية من رئاسة رونالد ريغان.
زوجته جريتشين سميث بولتون تعمل مخططة مالية ولديهما ابنة واحدة اسمها جينيفر ويعيشان في بيثيسدا بميريلاند.
شغل بولتون عدة مناصب في هيئة المساعدات الأمريكية أثناء إدارة ريغان كما عمل مساعداً للنائب العام في الفترة من 1985 حتى 1989، وعمل أيضاً في إدارة جورج بوش الأب من 1989 إلى 1993 مساعداً لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية.
وفي فترة التسعينيات بعد مغادرة منصبه عقب وصول الديمقراطي بيل كلينتون للحكم، انضم بولتون كناشط في المنظمات اليمينية المحافظة مثل معهد المؤسسة الأمريكي الذي تولى منصب نائبه في الفترة من 1997 حتى 2001، وأيضاً كان عضواً بارزاً في مشروع القرن الأمريكي الجديد، وهي المجموعة التي وصلت للبيت الأبيض صحبة جورج بوش الابن وبدأت معها فترة فرض النفوذ الأمريكي بالقوة العسكرية.
كانت تلك المجموعة تضم بين آخرين دونالد رامسفيلد وديك تشيني وكوندوليزا رايس وبولتون وغيرهم، وكان يطلق عليهم «الصقور» داخل إدارة بوش الابن، واستغلوا أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 لتنفيذ «مشروع القرن الأمريكي الجديد» الذي أسسوه معاً.