خيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب آمال شركائه الأحد خلال قمة مجموعة السبع مع استبعاده أي خفض للتصعيد في الحرب التجارية مع الصين ونفيه الاتفاق على أية رسالة مشتركة بين الدول السبع إلى إيران.
وحطت طائرة رسمية إيرانية في الأثناء عند الساعة 14,13 (12,13 ت غ) الأحد في مطار بياريتس، وفق موقع لتعقب حركة الطائرات "فلايت رادار 24".
وبحسب الخط الزمني لتحرك الطائرة، وفق الموقع، فقد حطت في الأيام الأخيرة في العواصم الأوروبية التي زارها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وقد يشكل حضور محتمل له في بياريتس مفاجأة كبرى.
ولم يؤكد أي مصدر رسمي لوكالة فرانس برس نبأ هبوط الطائرة. كما تعذر الحصول على أي تعليق بشأنها.
ومنذ افتتاح القمة السبت في بياريتس على ضفاف الأطلسي، بدا ترامب الذي يمكن التنبؤ بتصرفاته وكأنه يحاول المماطلة، حيث قال "قمنا باجتماعات جيدة جداً، القادة يصغون بشكل جيد جداً"، وذلك في تغريدة على تويتر.
وأعطى الانطباع أيضاً بأن لديه شكوكاً بشأن نزاعه مع الصين، الذي يقلق شركاء الولايات المتحدة المتخوفين من تداعياته على النمو الاقتصادي العالمي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام "سُئل الرئيس عما إذا كان +يرغب في تغيير موقفه بشأن تصعيد الحرب التجارية مع الصين+"، لكن "فُسّرت إجابته بشكل سيء". وأضافت "ردّ الرئيس ترامب بالإيجاب لأنه نادم على عدم رفعه الرسوم الجمركية بشكل أكبر".
وحول الملف النووي الإيراني، نفى الرئيس الأميركي أي اتفاق مع الدول السبع حول إرسال رسالة مشتركة إلى طهران، وهو ما يتناقض مع ما أعلنه الرئيس الفرنسي بهذا الصدد. وقال ترامب للصحافيين "أنا لم أناقش ذلك".
وقال ماكرون الذي يحاول تقريب المواقف بين واشنطن وطهران، أخيراً، إن كل طرف "سيواصل التحرك، كل بحسب دوره"، نافياً أن يكون قد حاز على تفويض من دول مجموعة السبع للتحدث مع طهران.
وذكرت مصادر دبلوماسية في وقت سابق لوكالة فرانس برس أن الدول السبع (الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا) كلفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مناقشة إيران وتوجيه رسالة إليها" لتجنّب تصعيد في المنطقة.
- الرجل المناسب للمهمة -
وفي تموز/يوليو، توقف الإيرانيون عن احترام بعض الالتزامات المتخذة بموجب اتفاق فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، رداً على خروج الولايات المتحدة في أيار/مايو 2018 من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات أميركية قاسية على طهران.
وبشأن ملف بريكست، أيد ترامب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في معركته مع الأوروبيين حول بريكست.
وقال "إنه الرجل المناسب للمهمة"، وذلك هلال لقائهما الأول معاً على مائدة الإفطار، متعهداً بالتوصل إلى "اتفاق تجاري رائع فور إزالة العقبات".
أما بشأن حال الطوارئ التي تفرضها حرائق غابات الأمازون، اتفقت دول مجموعة السبع على "مساعدة الدول المتضررة بأسرع ما يمكن"، وفق ما اعلن ماكرون.
وأكد الرئيس الفرنسي "نحن بصدد العمل على آلية تعبئة دولية من أجل التمكن من مساعدة تلك الدول بطريقة أكثر فاعلية".
- "من المبكر إعادة روسيا" -
اتفق القادة السبعة على "تعزيز الحوار والتنسيق" بشأن الأزمات الراهنة مع روسيا، معتبرين أنه "من المبكر جدا" إعادة روسيا إلى المجموعة، وفق ما قال مصدر دبلوماسي.
واستُبعدت روسيا عن مجموعة الثماني عام 2014 بعد ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية. لكن ترامب يؤيّد إعادتها إلى المجموعة، على عكس نظرائه.
وناقش ماكرون وترامب وجونسون أيضاً الأحد مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوسيبي كونتي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وضع الاقتصاد العالمي الذي يُظهر مؤشرات تباطؤ مقلقة في ألمانيا والصين والولايات المتحدة، وسبل إعادة إحيائه.
وبعد وصولهم السبت، واصل القادة الأحد الاستفادة من الإطلالة على المحيط الأطلسي بعيداً عن السياح بعد أن تمّ إخلاء قسم من بياريتس.
على بعد عشرات الكيلومترات، لا ينوي معارضو قمة مجموعة السبع وقف تعبئتهم بعد أن عقدوا قمة مضادة في نهاية الأسبوع.
ونزل مئات الأشخاص أيضاً إلى شوارع بايون منفذين "مسيرة صور" للرئيس الفرنسي انتزعت من مقرات البلديات، معتبرين أنه "رئيس جمهورية الملوثين".
في هذا الوقت، تتوجّه "السيدات الأول" بينهنّ ميلانيا ترامب وبريجيت ماكرون إلى بلاد الباسك خصوصاً بلدة اسبيليتا المعروفة بالفلفل الحار.
المصدر: فرانس برس