أعلنت تقارير إعلامية تونسية أنَّ مجلس شورى حركة النهضة، قد صادق بالإجماع في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2019، على تزكية عبدالفتاح مورو مرشحاً للحركة في الانتخابات الرئاسية، إثر اجتماع المجلس.
ويشار إلى أن تزكية مورو تمت دون المرور إلى التصويت.
كان رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبدالكريم الهاروني، قال الأحد 4 أغسطس/آب، إنَّ مجلس شورى الحركة لم يتّخذ بعدُ قرارَه في مسألة مرشِّحها للانتخابات الرئاسية المسبقة، والمقرَّرة في منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.
وأوضح الهاروني، في مؤتمر صحفي، عُقد الأحد، بمقرِّ الحركة بالعاصمة تونس، أنَّ «مجلس شورى الحركة شهِدَ اختلافات في الآراء، بين مدافعٍ عن ترشيح شخصية من داخل الحركة، وبين مَن يرى ضرورة مساندة مرشح من خارجها».
وكشف الهاروني، في السياق ذاته، أنَّ «نتيجة التصويت داخل مجلس شورى الحركة كانت لصالح الرأي المدافع عن ترشيح شخصية من داخل الحركة لخوض الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، بـ45 صوتاً، مقابل 44 صوتاً طالبوا بترشيح شخصية من خارج الحركة».
من هو عبدالفتاح مورو؟
وُلد في 1 يونيو/حزيران 1948، في تونس، وهو محامٍ وسياسي في التيار الإسلامي التونسي، وأحد القادة التاريخيين لحركة النهضة، درس في المدرسة الصادقية، ثم ذهب إلى كلية الحقوق في جامعة تونس، وتخرَّج في عام 1970، وحصل على شهادة في القانون وأخرى في العلوم الإسلامية. عمل قاضياً حتى عام 1977، ثم أصبح محامياً.
العمل السياسي:
بدأ نشاطاته الإسلامية في 1960، في المدارس الثانوية والمساجد. في عام 1968 التقى راشد الغنوشي في تونس العاصمة في مسجد، وبدأ يتفق معه على تأسيس حركة إسلامية في تونس.
في عام 1973، وبعد محاولة تنظيم اجتماع لمئة شخص في سوسة، اعتُقل عبدالفتاح مورو وراشد الغنوشي من قبل الشرطة. بعد هذا الحادث قررا إنشاء منظمة سرية (منظمة الجماعة الإسلامية)، التي تنقسم إلى هياكل إقليمية ووطنية. وهي تنشط بشكل رئيسي في المساجد والجامعات، ولها صحيفة توزع مجاناً في بعض أكشاك بيع الصحف ومحلات بيع الكتب بالقرب من المنظمة.
وله تاريخ سياسي كبير في تونس
ومورو هو واحد من أكثر الدعاة المعروفين في تونس، وهو من الجماعة الإسلامية. في عام 1981 أصبحت حركة التيار الإسلامي (النهضة) معروفة جداً، وكان عبدالفتاح مورو من أبرز قياديّها. ومع ذلك سرعان ما تم استهداف الحركة من أجل القمع، اعتُقل مورو وقضى سنتين في السجن، بعد الهجوم على مركز شرطة باب سويقة في عام 1991، ثم اعتُقل مرةً ثانية.
تعرَّض سنة 1992 إلى حملة تشويه شخصية من قبل نظام زين العابدين بن علي. بعد هذا الاعتقال الجديد لمورو أعلن تعليق عضويته في النهضة. مورو أوقف كل نشاطه السياسي في تونس، لكنَّه واصل ممارسة مهنته كمحامً. وفي 30 يناير/كانون الثاني 2011، بعد عودة راشد الغنوشي من المنفى، قال مورو إنه سوف يشارك مرة أخرى في النشاط السياسي.
وشارك مورو في انتخابات المجلس التأسيسي في قائمة مستقلة، وذلك مع مجموعة من المستقلين، تحت اسم التحالف الديمقراطي المستقل، لكنه لم يفُز، بعد الانتخابات تم ترشيحه لمنصب مستشار في حكومة حمادي الجبالي، لكن لم يتم تعيينه. عاد إلى حركة النهضة بعد مؤتمرها في سنة 2012، وتم انتخابه في مجلس شورى الحركة، نائباً لرئيسها راشد الغنوشي.
المصدر: عربي بوست