بعد يوم عصيب استفاق خلاله التونسيون على أخبار هجومين استهدفا قوات الأمن بالعاصمة ونقل رئيس الجمهورية الى المستشفى بعد أزمة صحية حادة، استعاد التونسيون يوم الجمعة معنوياتهم اثر الاعلان عن تحسن ملحوظ في صحة الرئيس وعودة الحياة بشكل طبيعي في الشارع الرئيسي للعاصمة.
ووصف كثير من التونسيين يوم الخميس بأنه ”خميس أسود“ بسبب تدهور صحة الرئيس والهجومين على قوات الأمن رغم أن رئيس الوزراء يوسف الشاهد قلل من آثار الهجومين وقال إنه عمل يائس يدل على انهيار الجماعات الارهابية.
وقُتل رجل أمن في أحد الهجومين وأصيب آخرون. وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الهجومين اللذين هزا العاصمة قبل شهور من الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفي ذروة الموسم السياحي.
وبعد نقل الرئيس الباجي قائد السبسي إلى المستشفى في حالة وصفها مستشاره بأنها حرجة، قالت سعيدة قراس المتحدثة باسم الرئاسة إن صحة الرئيس تحسنت بشكل ملحوظ وانه اجرى اتصالا هاتفيا بوزير الدفاع.
والسبسي شخصية رئيسية في الانتقال الديمقراطي في البلاد منذ عام 2011 وهو أول رئيس منتخب بشكل مباشر بعد الثورة.
وأثار تدهور صحة الرئيس يوم الخميس تساؤلات حول كيفية ادارة المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد وهل سيكون هناك فراغ دستوري. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتساؤلات عن كيفية شغل منصب الرئيس في حال خلو المنصب مؤقتا أو نهائيا.
ولكن مستشار الرئيس نور الدين بن تيشة قال إنه لا وجود لفراغ دستوري وأن حالة الرئيس مستقرة.
وقال سليم اللغماني استاذ القانون ”اعتقد انه لا مشكلة في حالة الشغور الوقتي سيأخذ رئيس الحكومة المنصب لمدة ستين يوما وإذا كان الشغور نهائيا سيتولي رئيس البرلمان المنصب لمدة لا تتجاوز تسعين يوما“.
وتوقع المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي ان تجري الانتخابات في موعدها. ومن المتوقع إجراء انتخابات برلمانية في اكتوبر تشرين الأول على ان تجرى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
ورفض رئيس البرلمان النقاش في قضية خلو منصب الرئيس بعد أن زار الرئيس في المستشفى العسكري حيث يعالج السبسي تحت حراسة أمنية مشددة.
*عودة الحياة إلى قلب العاصمة
وفي شارع شارل ديجول التجاري بالعاصمة والذي يضم عشرات المتاجر، عادت الحياة إلى طبيعتها وفتحت المتاجر أبوابها من جديد بينما انتشرت قوات الامن بالمكان.
وغير بعيد في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي غصت المقاهي بالزبائن وكان السياح يتجولون في قلب العاصمة ويتوقفون في خيام مخصصة للصناعات التقليدية وزاروا أسواق المدينة العتيقة.
تقول امرأة اسمها سناء أثناء وجودها في متجر ”نحن لا نخاف من الارهاب..ولن نستسلم.. سنواصل حياتنا وستستمر ديمقراطيتنا التي تخيفهم“.
وقال وزير السياحة روني الطرابلسي للصحفيين إن الحادث لن يؤثر على صناعة السياحة في البلاد، في ظل التأمين المحكم للمواقع السياحية مضيفا أن ثقافة الحياة ستظل منتصرة في تونس.
وتتوقع تونس استقبال تسعة ملايين سائح لأول مرة هذا العام بعد أن تمكنت من تجاوز آثار هجمات 2015 التي استهدفت سياحا في فندق ومتحف.
المصدر: رويترز