كما ترى الصورة مؤثرة تماماً مثل مشهد الطفل إيلان الغارق على الشواطئ التركية قبل أعوام، هذه المرة تذكيرٌ واضحٌ بالخطر الذي يواجهه الكثيرون حين يُحاولون العبور إلى الولايات المتحدة.
أعادت الصورة للأذهان صورة الطفل السوري إيلان كردي ابن الثلاث سنواتٍ الذي جرفت المياه جثته إلى شواطئ تركيا. وما زالت صورته الأيقونية التي التُقطت عام 2015 وهو يرقد على الرمال تُثير الجدل حول سياسات معاملة المهاجرين.
لكن هذه الصورة توضح الخسائر البشرية لأزمةٍ على الحدود الأمريكية المكسيكية التي غالباً ما تُناقش بإحصائياتٍ مجردةٍ وحججٍ سياسيةٍ منفصلةٍ عن الواقع.
تُعتبر صورة الأب السلفادوري وابنته الملقيين على وجهَيهما في مياه نهر ريو غراندي الواقع على الحدود الأمريكية المكسيكية شهادةً مُفجعةً للقلب على المعاناة المخبأة وراء الأرقام، وفق توصيف شبكة CNN الأمريكية.
لشهورٍ حذر المدافعون من أن حالات الموت على الحدود ستزداد؛ إذ ستدفع السياسات الأمريكية المهاجرين للعبور من مناطق أشد خطورةً، بتعقيدها الأمر أمام طالبي اللجوء في المعابر الرسمية.
قصة الأب السلفادوري وابنته الغارقين
كان أوسكار ألبيرتو مارتينيز، وابنته التي عرفتها سلطات السلفادور باسم أنجيلا فاليريا م. قد غرقا في نهر ريو غراندي يوم الأحد الماضي 16 يونيو/حزيران 2019 فيما كانا يُحاولان التسلل إلى داخل الولايات المتحدة.
وُجدت جثتاهما يوم الإثنين 24 يونيو/حزيران 2019 قُرب ماتاموروس، التي يفصلها النهر عن مدينة براونزفيل، بولاية تكساس. وأورد تقرير وكالة The Associated Press الأمريكية أن الفتاة كانت تبلغ من العمر عامين فقط.
وقد التقطت الصورة الصحفية جوليا لي دوك، التي تعيش في المكسيك.
وتظهر الفتاة في الصورة وقد حشرها أبوها في قميصه، وذراعها اليمنى تتدلى حول رقبته فيما يرقدان قرب الضفة.
وقد استقر جسداهما قرب ضفة النهر جوار خمس علبٍ من البيرة وزجاجة صودا وسط الحشائش الطويلة، فيما تطوف علبة بيرةٍ سادسة قرب جثة الصغيرة.
وتجوب دوريات السلطات المكسيكية ضفة نهر ريو غراندي حيث وُجدت جثة الطفلة ووالدها.
السلفادور تحركت تأثراً بالصورة
دفعت صورة الأب وابنته وزيرة الخارجية السلفادورية ألكساندرا هيل للتوسل إلى مواطنيها كي يبقوا ويعملوا مع الحكومة في محاولاتها لحل مشاكل الاقتصاد التي تدفع الكثيرين للتفكير في الهجرة شمالاً.
وأضافت: «بلادنا في حالة حدادٍ مرةً أخرى. أتوسل إليكم، إلى كل العائلات، والآباء، لا تُخاطروا. الحياة أثمن من ذلك بكثيرٍ».
وقالت إن الحكومة تعمل مع السلطات المكسيكية لاسترجاع رفاتهما.
من جهته، قال الرئيس السلفادوري المنتخب حديثاً ذو الأصول الفلسطينية نجيب أبوكيلة إن الحكومة ستدعم عائلتهما مالياً.