حذر غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء من أن ليبيا على شفا حرب أهلية يمكن أن ”تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد“ وحث الأمم المتحدة على منع الدول من تغذية الصراع بالأسلحة.
ولم يحدد سلامة أسماء الدول التي تقدم السلاح لحكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة أو لقوات شرق ليبيا(الجيش الوطني الليبي) بزعامة خليفة حفتر.
ولكنه أشار إلى شحنات أسلحة أُرسلت لكل من الطرفين في الآونة الأخيرة. وتفرض الأمم المتحدة حظرا على إرسال أسلحة إلى ليبيا منذ 2011 ولكن يُسمح للحكومة باستيراد سلاح ومواد متعلقة بها بموافقة لجنة بمجلس الأمن.
وقال سلامة لمجلس الأمن ”بدون آلية إنفاذ قوية، سيصبح حظر الأسلحة المفروض على ليبيا أمرا مثيرا للسخرية. إن بعض الدول تغذي هذا الصراع الدموي. وينبغي على الأمم المتحدة أن تضع حدا لهذا الأمر“.
ومن غير المرجح اتخاذ مجلس الأمن أي إجراء نظرا لوصوله إلى طريق مسدود بشأن كيفية معالجة أحدث أعمال عنف في ليبيا.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وتفجر أحدث صراعاتها في أول أبريل نيسان عندما زحفت قوات الجيش الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس. وأوقف المقاتلون الموالون لحكومة رئيس الوزراء فائز السراج تقدم قوات الجيش الوطني الليبي في الضواحي الجنوبية لطرابلس.
وحصلت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني على شحنة مركبات مدرعة وأسلحة يوم السبت. وأظهرت صور ومقاطع مصورة نشرت على صفحات تلك القوات على فيسبوك ما بدت أنها عشرات من مركبات بي.إم.سي كيربي المدرعة التركية الصنع في ميناء طرابلس.
ووصف سلامة الشحنة بأنها ”انتهاك صارخ لحظر الأسلحة“، مشيرا أيضا إلى ”عمليات التسليم السابقة والمستمرة للأسلحة الحديثة المحظورة إلى الجيش الوطني الليبي“.
ويقول مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة إن مصر والإمارات تزودان قوات حفتر بالعتاد العسكري مثل الطائرات والطائرات الهليكوبتر منذ 2014. وأبلغوا هذا الشهر عن قيامهم بالتحقيق في احتمال استخدام الجيش الوطني الليبي لطائرة مسيرة مسلحة أو دعم ”طرف ثالث“ في هجوم حديث على القوات المنتمية لحكومة الوفاق الوطني.
وقال سلامة لمجلس الأمن ”تقوم العديد من الدول بتقديم الأسلحة لجميع أطراف النزاع دون استثناء“.
وترى الإمارات ومصر قوات حفتر حصنا واقيا من الإسلاميين في شمال أفريقيا.
بيد أن سلامة حذر من أن تركيز قوات حفتر على طرابلس أوجد فراغا أمنيا في الجنوب قد يستغله متشددو الدولة الإسلامية والقاعدة.
وقال ”إن القوات الليبية التي دافعت في الماضي بجسارة عن أرضها ضد هذه الجماعات الإرهابية أصبحت الآن مشغولة في الاقتتال فيما بينها“.
المصدر: رويترز