قالت امرأة سورية أم لثلاثة أطفال، كانت من المعتقلات لدى النظام السوري، إنها تتطلع «لزيادة الوعي تجاه محنة السوريين الذين ما زالوا يقبعون في تلك السجون».
وتسعى الأم السورية إلى ذلك عبر تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والإساءات التي تعرضت لها آنذاك. وفي مقابلة مع الأناضول، روت فاطمة طلاس قصة اعتقالها وتعرضها للتعذيب طوال 60 يوماً من الاحتجاز.
وفي أبريل/نيسان 2013، اعتُقلت طلاس عند نقطة تفتيش تابعة للنظام السوري أثناء سفرها إلى الأردن لزيارة والدتها.
وأضافت: «كنت في الطريق مع أطفالي الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 و10سنوات، عندما ألقي القبض عليّ».
وتابعت بالقول: «توسلت إلى جنود النظام، وطلبت منهم عدم اصطحاب أبنائي معي إلى السجن، واضطررت لتركهم مع السائق، وطلبت منه إيصالهم إلى بيت جدتهم (والدتي)».
واحتجزت المرأة الشابة (33 عاماً) في سجن عسكري بمدينة السويداء جنوب غربي سوريا، قرب الحدود مع الأردن.
وحول سبب اعتقالها قالت طلاس: «لم يكن هناك سبب واضح لاعتقالي، زعموا أنني جزء من عائلة عارضت النظام الحاكم في سوريا». وأشارت طلاس إلى أن «والدها وشقيقها قُتلا في عام 2012، بسبب معارضتهما للنظام».
وأضافت: «كان جرمي الوحيد هو انتمائي لهذه العائلة». وحسب مصادر سورية معارضة، يبلغ عدد المعتقلين في سجون الأسد نحو 500 ألف معتقل على الأقل، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب والاغتصاب بنحو 13 ألفاً و500 معتقلة. ولا تزال حوالي 7000 معتقلة تقبع في سجون النظام حتى اليوم.
ظروف السجن
وعن طبيعة فترة سجنها، قالت طلاس إنها كانت تشارك 50 مرأة، زنزانة واحدة صغيرة. وأضافت: «كان عناصر الأمن يأتون إلى زنزانتنا لضربنا وتعذيبنا وكأنه روتين يومي».
وتابعت: «كانوا يسمحون لنا بالذهاب إلى المرحاض لفترة قصيرة جداً، لمرة واحدة يومياً، وبعد ذلك الوقت القصير، يتم إجبارك على العودة إلى الزنزانة بغض النظر هل انتهيت من قضاء حاجتك أم لا». وأوضحت طلاس أنه أثناء وجودها في الزنزانة كانت تسمع بانتظام حراس السجن وهم يعذبون السجناء الذكور في ساعات الصباح الباكر.
ومضت قائلة: «كنا نسمع كيف كان الحراس يتحدثون مع بعضهم البعض ويقولون هذا انتهى، إنه ميت، وكيف سيتم تحميل الجثث في السيارات ونقلها إلى مكان ما». وأردفت: «سمعنا أصوات التعذيب والمحادثات بين الحراس يومياً، وعندما دخلت إلى السجن، لم أتوقع أبداً الخروج منه».
ودعت طلاس المجتمع الدولي للتحرك وحماية آلاف السوريين والسوريات الذين يقبعون في جحيم سجون النظام.
وقالت: «أطالب المجتمع الدولي بالاستماع إلى صوت الضمير، واتخاذ إجراءات لضمان حرية الأطفال والنساء الذين يبقون في هذه السجون لسنوات عدة».
كما أشارت إلى أن الكثير من النساء والأطفال «احتجزوا في السجون دون أي أسباب قانونية». ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، قُتل وشُرِّد مئات الآلاف من المدنيين جراء الأزمة في سوريا، وبصورة رئيسية بسبب ضربات النظام في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.