حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 13 يناير/كانون الثاني 2019، تركيا من كارثة اقتصاديّة في حال شنّت هجوماً ضدّ الأكراد بعد انسحاب القوّات الأمريكيّة من سوريا، داعياً في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم «استفزاز» أنقرة.
جاءت تغريدة ترامب بعد ساعات من تصريح مناقض لوزير خارجيته مايك بومبيو، قال فيه إن من حق أنقرة الدفاع عن نفسها في مواجهة «الإرهابيين» بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، وهو ما دفع تركيا للترحيب بهذا الموقف.
ترامب كتب على تويتر: «سنُدمّر تركيا اقتصادياً إذا هاجمت الأكراد. سنُقيم منطقةً آمنة بعرض 20 ميلاً»، وأضاف: «وبالمثل، لا نُريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا». غير أنّ الرئيس الأمريكي لم يوضح مَن سيُنشئ تلك المنطقة الآمنة أو يدفع تكاليفها، كما لم يُحدّد المكان الذي ستُقام فيه.
وقال ترامب أيضاً إنّ «روسيا وإيران وسوريا كانت أكبر المستفيدين من سياسة الولايات المتّحدة الطويلة المدى لتدمير تنظيم الدولة الإسلاميّة في سوريا (…) نحن استفدنا من ذلك أيضاً، لكنّ الوقت قد حان الآن لإعادة قوّاتنا إلى الوطن.
أوقفوا الحروب التي لا تنتهي!». وجاء في تغريدة الرئيس الأمريكي «لقد بدأ الانسحاب الذي طال انتظاره من سوريا، فيما تتواصل بقوّة الضّربات ضدّ ما تبقّى من تنظيم الدولة الإسلاميّة، ومن اتّجاهات عدّة. سنضرب (التنظيم) مجدداً من قاعدة مجاورة، في حال عودته».
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في وقت مبكر من صباح الإثنين، رداً على تغريدة ترامب، إن «مساواة الأكراد السوريين بالمسلحين الأكراد خطأ فادح». وأوضح قالن في تغريدة على حسابه في تويتر، أن تركيا تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية القيام بمسؤولياتها وفقاً لمقتضيات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين.
وتابع قائلاً: «السيد دونالد ترامب، إنه خطأ فادح مساواة الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستاني، المدرج على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، وفرعه بسوريا حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب». وشدد متحدث الرئاسة التركية على أن أنقرة «تكافح الإرهابيين وليس الأكراد، وتعمل على حماية الأكراد وباقي السوريين من تهديد الإرهاب».
وكان الرئيس التركى رجب طيّب أردوغان قد رفض بشدّة الثلاثاء الموقف الأمريكي الداعي إلى ضمان حماية القوّات الكرديّة المسلّحة في شمال سوريا لدى انسحاب القوّات الأمريكية، وتزامن كلامه مع وجود مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في أنقرة.
وتتعلّق الخلافات بين واشنطن وأنقرة بوحدات حماية الشعب الكرديّة، ففي حين تعتبرها أنقرة قوّات «إرهابيّة»، تُدافع عنها واشنطن لدورها الكبير في قتال الجهاديّين. وهدّدت أنقرة مراراً خلال الأسابيع القليلة الماضية بشنّ هجوم لطرد هذه القوّات من شمال سوريا.
وكان بولتون صرّح خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، بأنّه يجب توافر شروط من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوّات الأمريكية من سوريا. واعتبر أردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة الثلاثاء أنّ تصريحات بولتون «غير مقبولة بالنسبة إلينا، ولا يمكن التساهل معها»، وذلك بعد لقاء جمع في أنقرة بين بولتن وإبراهيم كالين، المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة. وأضاف أردوغان «لقد ارتكب جون بولتون خطأ فادحاً».