يبدأ وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، الثلاثاء، جولة شرق أوسطية لمدة أسبوع، تشمل 8 دول عربية، لبحث عدة مواضيع أبرزها الحشد الإقليمي ضد إيران.
كما تتناول جولة بومبيو "تجديد الالتزام الأمريكي تجاه حلفاء واشنطن بالمنطقة"، حسبما أكد الوزير وأفادت به وسائل إعلام محلية.
والجمعة، ذكر بيان للخارجية الأمريكية، أن جولة بومبيو ستبدأ بزيارة الأردن في 8 يناير/ كانون ثان الجاري (الثلاثاء)، وتختتم في 15 من الشهر ذاته بالكويت.
ولفت أيضًا إلى أن الجولة ستشمل قطر، والسعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، وسلطنة عمان.
والإثنين، قال بومبيو، في حديث لقناة CNBC الأمريكية، "إن أحد أهداف الرحلة هو استمرار بناء التحالف (ضد إيران)، وهو تكتل يضم دولًا خليجية وإسرائيل ودولًا أوروبية وآسيوية حول العالم، تلك الدول التي تفهم أن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب ويجب وقف أنشطتها".
وأكد أيضًا للقناة ذاتها أن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا، لكنه قال في الوقت ذاته إن "الانسحاب لن يغير مهمة تدمير داعش، ومنع إيران من التأثير على المنطقة من خلال عملياتها الإرهابية"، مشيرًا أن ما سيحصل هو "تغيير في التكتيكات".
كذلك مع بدء جولته، قال بومبيو في تغريدة "إني متوجه إلى الشرق الأوسط اليوم لإرسال رسالة واضحة إلى أصدقائنا وشركائنا، مفادها ان الولايات المتحدة متلزمة بالمنطقة، وملتزمة بهزيمة داعش، ومتلزمة أيضًا بمواجهة انشطة إيران المزعزعة للاستقرار".
وحول الجولة، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية نقلًا عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، أن بومبيو سيركز على الأرجح على موضوعين، خلال زيارته.
الأول أن "الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط"، رغم ما اعتبره المسؤول "روايات كاذبة محيطة بقرار سوريا"، بحسب الصحيفة، في إشارة إلى قرار واشنطن سحب قواتها، والثاني أن "النظام الإيراني هو الفاعل الخطير في المنطقة".
وقالت الصحيفة، إن بومبيو سيتحدث بشكل رئيسي عن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وسيطمئن بشكل خاص الحلفاء العرب بأن واشنطن ما زالت ملتزمة بعلاقاتها معهم.
كما نقلت عن مصادر لم تسمها، أن بومبيو يعتزم انتقاد سياسة الرئيس السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، وعلاقته مع إيران، وذلك خلال زيارته إلى القاهرة التي سبق ان ألقى منها أوباما خطابًا موجهًا للعالم الإسلامي عام 2009.
وأضافت أنه "من المتوقع أن يخبر بومبيو جمهوره بأن أوباما - رغم أنه قد لا يذكره بالاسم - قد ضلّل شعوب الشرق الأوسط حول المصدر الحقيقي للإرهاب، ما ساهم في صعود تنظيم داعش، وأنه سيصر على أن إيران هي الإرهابي الحقيقي"، وفق المصادر التي نقلت عنها الصحيفة.
ومن المقرر أن يتطرق بومبيو، بحسب المسؤولين، إلى قضية الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، خلال لقائه بمسؤولين في الرياض، ويخطط أيضًا للحديث معهم عن سبل دعم محادثات السلام في اليمن.
وتوقعت الصحيفة أن "يشيد بومبيو بتقديم السعودية قتلة خاشقجي للعدالة".
بدورها، سلطت شبكة "اي بي سي نيوز"، الضوء على جولة بومبيو المرتقبة في تقرير بعنوان "وسط الغموض حول الانسحاب من سوريا، بومبيو يتجه إلى الشرق الأوسط لطمأنة شركاء الولايات المتحدة".
وبحسب الشبكة، فإن الرسالة من زيارة بومبيو، هي أنه "رغم الانسحاب الأمريكي من سوريا، وقطع التمويل عن مشاريع لتحقيق الاستقرار في سوريا (في إشارة لتجميد ترامب مساعدات مالية للمناطق المحررة من داعش في سوريا)، إلا أن الولايات المتحدة لن تنسحب من المنطقة".
ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في الخارجية (لم تسمه) قوله لصحفيين: "إن الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط"، وأنها "ستعزز التزامها تجاه المنطقة وتجاه حلفائنا".
وقالت الشبكة إن بومبيو سيسعى إلى حشد الدول التي سيزورها لدعم الانسحاب الأمريكي من سوريا، "من خلال المساهمة بمزيد من التمويل، وحتى إمكانية إرسال قوات عربية تحل محلها".
وأشارت الشبكة إلى تجميد ترامب مساعدات مالية قدرها 200 مليون دولار كانت مخصصة لمشاريع في المناطق المحررة من تنظيم "داعش" في سوريا.
وذكرت أنه بدلًا من ذلك، ستقدم السعودية والإمارات ودول أخرى (لم تسمها) أكثر من 300 مليون دولار لنفس المشروعات، مثل إزالة الألغام، وإزالة الأنقاض، واستعادة الخدمات مثل المياه الجارية والمستشفيات.
كما لفتت إلى وجود تكهناك جديدة بأن إدارة ترامب ستطلب من تلك الدول الشريكة إرسال قوات لمراقبة المناطق المحررة.
وأشارت الشبكة، أن من بين الموضوعات التي سيتعين على بومبيو معالجتها، سد الفجوة بين الشركاء الخليجيين، السعودية والإمارات وجارتهم قطر، فضلًا عن قضية خاشقجي.
يشار أن الدول الثمانية الواردة ضمن جولة بومبيو، تشكل "تحالف أمني" تعمل واشنطن على إنشائه، ويعرف بشكل غير رسمي باسم "الناتو العربي"، كما يحمل أيضًا أسماء مثل "ميسا" و"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي".
ويهدف التحالف المذكور إلى "التصدي للعدوان الإيراني والإرهاب والتطرف، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط"، حسب مسؤولين أمريكيين.