اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوجود «مخاوف أمنية» لديه، رافقت زيارته إلى العراق، وأعرب عن «حزنه الشديد» لحاجته إلى السرية للقاء الجنود الأميركيين هناك.
ونقلت قناة الحرة الأميركية عن ترامب الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول، قوله: «كان لدي مخاوف حول مؤسسة الرئاسة، وليس فيما يتعلق بي شخصياً، كان لدي مخاوف حول السيدة الأولى ميلانيا ترامب».
وأضاف: «من المحزن جدأ عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، ثم يتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم».
كما أشار ترامب إلى أن «زيارتين» ألغيتا سابقاً بعد تسرب أنباء عنهما، وفق المصدر ذاته. ولم يحدد «ترامب» في تصريحاته الصحافية، ماهية المخاوف الأمنية المتعلقة بمؤسسة الرئاسة الأميركية.
وغادر ترامب واشنطن ليلاً في طائرة مطفأة الأضواء، متجهاً إلى العراق. ووصل، الأربعاء، إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غرب العاصمة العراقية بغداد، برفقته زوجته ومجموعة صغيرة من المساعدين ووكلاء الخدمات السرية، ومجموعة من الصحافيين، واستغرقت الزيارة نحو 3 ساعات فقط.
ويقضي التقليد المتَّبع منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول، أن يتفقد الرؤساء الأميركيون القوات المنتشرة في مناطق الحرب، وتعرَّض ترامب لانتقادات شديدة لعدم قيامه بذلك حتى الآن.
وبحسب nbc news، استغرقت رحلة ترامب المُظلمة 11 ساعة، على متن طائرة أيرون فور، تخللها إطفاء الأنوار بشكل كامل وإغلاق النوافذ، حيث رافقت طائرة ترامب طائراتٌ حربية أخرى لحمايته.
وقال ترامب: «من المحزن جداً عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط أن يتطلب الذهاب إلى هناك كلَّ هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالماً».
وأثير لغط في العراق بشأن سرية زيارة الرئيس الأميركي بداعي أنها لم «تحترم الأعراف والسيادة العراقية».
وأوضح مكتب رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، في بيان، إن «اجتماعاً بين القيادة العراقية والرئيس دونالد ترامب، أُلغي بسبب خلافات حول كيفية تنظيم اللقاء»، حسب «الحرة» الأميركية. وتعد هذه الزيارة، الأولى من نوعها لترامب إلى منطقة حرب منذ توليه الرئاسة مطلع 2017. وتأتي عقب قراره بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، وخفض عدد القوات في أفغانستان.
يشار إلى أن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش زار العراق في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، بعد نحو 8 أشهر من بداية الغزو، وأقدم على الخطوة كذلك خلفه باراك أوباما، ربيع 2009، في العام الأول لرئاسته التي استمرت 8 سنوات. وتواصل واشنطن التواجد عسكرياً على الأراضي العراقية، بزعم المساهمة في تعزيز استقرار البلاد وعموم المنطقة ومواجهة نفوذ إيران فيها.