قالت السعودية والبحرين يوم السبت إن دول الخليج العربية تلعب دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط من خلال مواجهة الرؤية "الظلامية" الإيرانية، وذلك في وقت تواجه فيه الرياض أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.
وتعد السعودية حجر الزاوية لتكتل إقليمي تدعمه الولايات المتحدة في مواجهة نفوذ إيراني متنام في الشرق الأوسط. لكن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول أثار موجة غضب عالمية وأدى لتوتر في علاقاتها مع الغرب.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام مؤتمر (حوار المنامة) الأمني المنعقد في البحرين "نتعامل حاليا مع رؤيتين في الشرق الأوسط: رؤية (سعودية) مستنيرة... ورؤية (إيرانية) ظلامية تسعى لنشر الطائفية في أنحاء المنطقة".
وتابع قائلا "يخبرنا التاريخ أن النور ينتصر دائما على الظلام... والسؤال هو كيف يمكننا هزيمتهم".
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم السبت إن قتل خاشقجي، الذي كان منتقدا بارزا للسياسات السعودية، قوض الاستقرار الإقليمي وإن واشنطن ستتخذ إجراءات إضافية ضد المسؤولين عن ذلك بعد إعلان حظر على منح التأشيرات لواحد وعشرين مشتبها به في القضية.
وأضاف ماتيس في جلسة منفصلة في مؤتمر حوار المنامة السنوي بالبحرين "إن عدم التزام أي دولة بالمعايير الدولية وحكم القانون يقوض الاستقرار الإقليمي في وقت تشتد الحاجة إليه".
والمؤتمر الذي يبدأ التحضير له قبل فترة طويلة من انعقاده اجتذب قدرا أكبر من الاهتمام هذا العام بعد مقتل خاشقجي.
وسئل الجبير عن كيفية تأثير القضية على مصداقية السعودية في شؤون السياسة الخارجية والأمن فأجاب قائلا إن المسؤولين عن مقتل خاشقجي سيمثلون أمام العدالة وسيحاكمون في المملكة، وذلك بعد يوم من تقديم تركيا طلبا بتسلم 18 سعوديا مشتبها في ضلوعهم في قتله.
وأضاف الجبير أن علاقات السعودية مع الولايات المتحدة "صلبة وثابتة" وأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتبع سياسة خارجية "متعقلة وواقعية".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد معرفة حقيقة ما حدث على وجه الدقة، لكنه أكد في الوقت نفسه على دور الرياض باعتبارها حليفا في مواجهة إيران والمتشددين الإسلاميين إضافة إلى كونها مشتريا كبيرا للأسلحة الأمريكية.
وتتنافس السعودية وإيران منذ فترة طويلة على النفوذ الإقليمي عبر حروب بالوكالة من العراق إلى سوريا ومن لبنان إلى اليمن.
وساند ترامب بقوة السعودية في جهودها لمواجهة النفوذ الإيراني كما انسحب في مايو أيار من الاتفاق النووي مع طهران. ومن المقرر أن تدخل الحزمة المقبلة من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وتتهم إيران بدورها السعودية والإمارات بتمويل مسلحين شنوا هجوما على عرض عسكري على أراضيها الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل 25 شخصا من بينهم 12 من الحرس الثوري. وتنفي السعودية والإمارات أي ضلوع لهما في الأمر.
واتهم الحرس الثوري الدولتين "بتدبير المؤامرات وإثارة التوترات".
* تحالف أمني
قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة يوم السبت أمام المؤتمر إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية "يعد دعامة للاستقرار الإقليمي وأهم عنصر، إلى جانب جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، في مساعدة المنطقة على الاستقرار".
وأضاف أن التحالف الأمني الخليجي المزمع تشكيله، والذي يضم مصر أيضا، سيكون في طور العمل بحلول العام المقبل.
ويهدف (تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي) إلى مواجهة إيران والتطرف وفقا لما تقوله واشنطن. لكن شكوكا أحاطت بكيفية بدئه العمل وسط النزاع القائم بين قطر وأربع دول عربية.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر روابط النقل والتجارة مع قطر في يونيو حزيران 2017 متهمة الدوحة بدعم إيران والإرهاب. وتنفي قطر هذه الاتهامات وتقول إن المقاطعة تهدف للمساس بسيادتها.
وقال ماتيس إن من الضروري إنهاء هذا النزاع الذي يقول محللون إنه أضعف التنسيق الإقليمي في مواجهة إيران.
وقال الجبير إن مسؤولين قطريين شاركوا في مناقشات دارت في الآونة الأخيرة في السعودية بشأن إطار عمل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، وإن التحالف المقترح لن يتأثر بالنزاع الدبلوماسي.
وقال الوزير البحريني الشيخ خالد "هذا التحالف سيسهم في تعزيز الأمن والازدهار في المنطقة وسيكون مفتوحا أمام من يقبلون بمبادئه" مشيرا إلى أن التحالف سيشمل أيضا التعاون في الملفات الاقتصادية.
كما تطرق وزراء خارجية دول الخليج لمبادرات السلام في الشرق الأوسط.
وقال يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان أمام المؤتمر إن مسقط تطرح أفكارا لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب لكنها لا تلعب دور الوسيط.