برهم أحمد صالح الذي فاز أمس برئاسة العراق، من مواليد السليمانية 1960، من أسرة متوسطة الحال، سكنت حي «العقاري» الذي لا يزال من أبرز الأحياء التي تقطنها الأسر الأرستقراطية في مدينة السليمانية، عمل والده قاضياً في محاكم السليمانية، قبل نفيه وأسرته إلى الناصرية في جنوب العراق، بسبب مواقفه السياسية المناهضة للسلطة البعثية، غداة انهيار الثورة الكردية، بقيادة الزعيم الكردي الراحل ملا مصطفى بارزاني عام 1975.
اعتقل صالح في السليمانية، بسبب نشاطه السياسي وانتمائه لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الراحل جلال الطالباني، حينما كان طالباً في المرحلة النهائية من الدراسة الإعدادية أواخر السبعينات من القرن الماضي، من قبل أجهزة أمن النظام السابق، وتعرض للتعذيب المفرط لمدة 43 يوماً، قبل إطلاق سراحه.
ورغم ذلك، نجح في الدراسة بامتياز، وحاز على معدل 96 في المائة، الذي أدخله كلية الهندسة المدنية في جامعة «كارديف» البريطانية، التي تخرج منها بتفوق عام 1983. واستمر في الدراسة بالجامعة ذاتها، وحصل فيها على الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر عام 1987.
بموازاة دراسته الأكاديمية، وتميزه في الحقل العلمي، واصل نشاطه السياسي عضواً بارزاً في صفوف الاتحاد الوطني، وتقلد فيه كثيراً من المواقع الحساسة، منها مدير مكتب العلاقات الخارجية للحزب في لندن، ثم ممثلاً له في العاصمة الأميركية واشنطن.
وتولى برهم صالح رئاسة حكومة إقليم كردستان - إدارة السليمانية للفترة من 2001 - 2004، وحقق كثيراً من الإنجازات في مختلف المجالات، وشهدت مناطق إدارته حالة غير مسبوقة من الإعمار والازدهار المعيشي، والاستقرار الأمني والسياسي، وكان أول رئيس حكومة يخصص رواتب شهرية ثابتة للشباب الخريجين العاطلين عن العمل، ولعب دوراً محورياً في رأب الصدع في علاقات حزبه مع الحزب الديمقراطي، ومعالجة تداعيات الاقتتال الداخلي بينهما على مدى سنوات، وإعادة توحيد إدارتي حكومة الإقليم في كل من أربيل والسليمانية عام 2006، التي كانت قد انقسمت بفعل الاقتتال.
وتولى صالح منصب نائب رئيس الوزراء العراقي عام 2004، ثم صار وزيراً للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005، ثم نائباً لرئيس الوزراء في أول حكومة عراقية منتخبة 2006.
ومن أبرز إنجازات صالح في الحقل العلمي والأكاديمي تأسيس الجامعة الأميركية في مدينة السليمانية عام 2008، وجعلها مؤسسة غير ربحية توفر التعليم العالي بأجور رمزية للطلبة المتميزين في كل أنحاء العراق، دون استثناء أو تمييز، ولا يزال يشغل منصب رئيس مجلس أمنائها.
تولى رئاسة حكومة الإقليم للفترة 2009 - 2011، وشهد الإقليم في تلك الفترة انتعاشاً اقتصادياً، ومشاريع عمرانية واستثمارية فريدة، ارتقت بالإقليم كثيراً في مختلف المجالات، كما شهدت ارتفاعاً كبيراً في المستوى المعيشي لسكان الإقليم عموماً. وفي عام 2014، رشح مع الدكتور فؤاد معصوم من قبل حزبه لشغل منصب رئاسة الجمهورية العراقية، إلا أنه استبعد في انتخاب أجري بينهما من قبل أعضاء الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي، ليكون الدكتور فؤاد معصوم هو المرشح الوحيد للكتلة، الذي انتخب فيما بعد في مجلس النواب العراقي رئيساً للجمهورية.
برهم صالح متزوج، وله ابنتان متزوجتان، إحداهما تعمل صحافية في إحدى وسائل الإعلام البريطانية، والأخرى موظفة في إحدى المنظمات الدولية. ويحظى صالح بشعبية واسعة بين فئات النخبة في كردستان والعراق، ويحظى بشبكة علاقات اجتماعية وسياسية واسعة، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويجيد اللغات الكردية والعربية والإنجليزية بطلاقة لافتة.
المصدر: الشرق الأوسط
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 19 سبتمبر, 2018
الحرب دمرت أكثر من 150 ألف منزل بالعراق
السبت, 15 سبتمبر, 2018
"الحلبوسي" رئيسًا جديدًا لمجلس النواب العراقي بعد حصوله على غالبية الأصوات
الإثنين, 03 سبتمبر, 2018
صراع بين مبعوث ترمب وسليماني على رئاسة وزراء العراق، والبلاد مهدَّدة بعقوبات اقتصادية مثل إيران