أثناء تغطيتها أحداث قطاع غزة مساء أمس الجمعة، أصيبت صحفيّة فلسطينية بحالة صدمة، إثر اكتشافها أن أحد شهداء القصف الإسرائيلي الذين سقطوا بالقرب منها، هو شقيقها.
وبدأت الواقعة عندما توجهت مريم أبو دقة (أبو فرحانة)، على الفور إلى موقع استهدفته المدفعية الإسرائيلية بمدينة خانيونس (جنوب)، ووافت وكالة أنباء محلية تعمل معها بالتفاصيل، وعاينت جثث الضحايا بنفسها.
للوهلة الأولى، لم تدرك الصحفيّة أن شهيدًا، مزّق القصف جثته إلى أشلاء، هو شقيقها محمد (31 عامًا)، إلا أن صدمة معرفة اسمه كانت كبيرة.
وتوضح "مريم" للأناضول: "كنت أنقل لزميلي في مقر العمل، آخر المستجدات والأحداث عبر الهاتف، وأخبرته بوجود شهيدين جراء قصف مدفعي، ثم قلت له: خلال دقائق سأرسل لكم اسميهما".
وتضيف: "أغلقت الهاتف، ثم نظرت إلى أحد الشهيدين، والذي علمت فيما بعد أنه شقيقي، وقلت في نفسي: كان الله في عون أهله، الله يرحمه، إنه أشلاء".
وبعد لحظات، أخبر مسعف الصحفيّة باسم الشهيد، لتدخل في حالة صدمة كبيرة وبكاء.
"لم أتمالك نفسي"، تؤكد "مريم" للأناضول؛ "لم أستطع إكمال عملي، تركت كل معداتي في الميدان، واتجهت مسرعة إلى المستشفى".
وتضيف أن زملاءها اتصلوا بها للاستفسار عن أسماء الضحايا؛ وقالت: "كنت أبكي بشدة، وأقول لزميلي إنه أخي.. إنه أخي، وانتهى الاتصال".
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 4 فلسطينيين، 3 منهم عناصر في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس".
وفي وقت لاحق قالت كتائب القسام، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني؛ إن الجيش الإسرائيلي قصف نقطتي رصد تتبعان لها، في منطقتي خانيونس ورفح (جنوب)، ما أسفر عن استشهاد 3 من عناصرها، هم "شعبان أبو خاطر" (26 عامًا)، و"محمد أبو فرحانة"، و"محمود قشطة" (23 عامًا).