استقبل آلاف الفلسطينيين الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل مساء اليوم، عقب إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيلي "المشروط" عنه.
وأفاد شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول، أن آلاف الفلسطينيين في إسرائيل استقبلوا الشيخ صلاح في المنزل الذي سيقضي فيه الحبس المنزلي في بلدة كفر كنّا (شمال)، بالهتافات الداعمة له وللمسجد الأقصى.
ومن بين الهتافات: "الله أكبر ولله الحمد"، بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، كما أطلقوا الألعاب النارية.
كما رفع المستقبلون أعلام الحركة الإسلامية والأعلام الفلسطينية.
وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية في حيفا (شمال)، قد رفضت اليوم الجمعة استئناف النيابة الإسرائيلية ضد قرارها الإفراج عنه، وهو ما قاد إلى إطلاق سراحه "المشروط".
وقال المحامي خالد زبارقة محامي الشيخ صلاح، عندما كان برفقته عقب خروجه من السجن: "خرج الشيخ وهو في طريقه الآن إلى منزل في (بلدة) كفر كنّا (شمال)، حيث سيكون قيد الإقامة الجبرية، وضمن شروط مقيدة للغاية حتى انتهاء الإجراءات القضائية بحقه".
وقال المحامي زبارقة لوكالة الأناضول: "بلا شك فإن قرار المحكمة اليوم يدعم موقف الشيخ وينفي التهم الموجهة إليه، ولم يكن للمحكمة أن تتخذ هكذا قرار لولا أنه ثبت أمامها بأن الشيخ لم يقم بأي مخالفة للقانون".
وأضاف: "قضية الشيخ رائد هي ملاحقة سياسية ودينية وهو سجين رأي، لم يقم بأي مخالفة للقانون، وإنما يحاكم على أقواله وعلى خطبه ومواقفه".
وتابع: "لم تكن المحكمة بحاجة إلى إبقاء الشيخ 11 شهرا في العزل الانفرادي حتى تقتنع أنه يجب الإفراج عنه، لأن حيثيات التهم الموجهة إلى الشيخ لم تكن بحاجة إلى اعتقال".
وأكمل المحامي زبارقة: "لقد استطعنا أن نفند ادعاءات النيابة العامة الإسرائيلية واستطعنا بذلك أن نحصل على قرار الإفراج عنه".
ورأى المحامي زبارقة أن ما جرى "لن يؤثر على مواقف الشيخ فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، ومفهوم الرباط والعبادة والالتصاق بالمسجد الأقصى، والحق الإسلامي الخالص بالمسجد".
واعتبر زبارقة أن الشيخ صلاح يخرج من "سجن إلى سجن".
وأضاف: "حسب شروط الإفراج فإن الشيخ سينتقل إلى الإقامة الجبرية في منزل في كفر كنّا وليس إلى منزله في مدينة أم الفحم، وسيمنع من كل أنواع الاتصال بما في ذلك الإنترنت، وتقتصر زيارته على الأقارب من الدرجة الأولى والثانية، ولا يسمح لزواره باصطحاب هواتفهم الخلوية معهم، وهو ممنوع من الخطابة وممنوع من الحديث مع وسائل الإعلام في أي موضوع كان، وهذا في حقيقة الأمر هو تكميم للأفواه وشروط شديدة للغاية".
وأردف قائلا: "لقد انتقل الشيخ رائد من سجن إلى سجن، ولكن ربما يكون انتقاله إلى المنزل في كفر كنّا تخفيفا عن عائلة الشيخ، وخاصة والدته الثمانينية التي كانت تحرص على زيارته في كل زيارة ولم تفوت على نفسها زيارة واحدة مع ما يصطحب ذلك من عراقيل وعناء وتعب".
من جانب آخر، قال زبارقة إن معنويات الشيخ صلاح "عالية جدا"، مضيفا: "كما قال هو نفسه في أكثر من مناسبة فإن معنوياته فوق النجوم، وهو مستمر بابتسامته التي يواجه بها كل صلف الاحتلال الإسرائيلي".
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية أوقفت الشيخ رائد صلاح من منزله في مدينة أم الفحم (شمال) منتصف أغسطس / آب الماضي 2017، ووجهت له لائحة اتهام من 12 بندا، تتضمن "التحريض على العنف والإرهاب في خطب وتصريحات له".
كما شملت اللائحة اتهامه بـ "دعم وتأييد منظمة محظورة، وهي الحركة الإسلامية التي تولى رئاستها حتى حظرها إسرائيليا".
وحظرت إسرائيل الحركة الإسلامية في نوفمبر / تشرين الثاني 2015، بدعوى ممارستها لأنشطة تحريضية ضد إسرائيل.
ولم تتم محاكمة صلاح على التهم الموجهة إليه بشكل نهائي، ومنذ منتصف أغسطس الماضي، تصدر محاكم إسرائيل قرارات بتمديد توقيفه، كان آخرها في 25 فبراير / شباط الماضي، عندما مددت المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع توقيفه مدة 6 أشهر.