لعدة سنوات اعتبره الكوريون الجنوبيون متنمرا لا يعرف الرحمة فهو وجه دولة معادية عقدت العزم على تطوير أسلحة دمار شامل انصاع مواطنوها لكل نزواته.
لكن خلال زيارة استغرقت 12 ساعة عبر الحدود سعى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على ما يبدو إلى تحسين هذه الصورة ولو بقدر قليل من خلال تقديم نفسه كشخص عادي بل ربما ودود له جانب متواضع خفي وحاضر البديهة.
كانت هذه فرصة نادرة للحصول على لمحة عن كيم الذي نادرا ما يغادر بلده وتصوره آلة الدعاية الكورية الشمالية باعتباره البطل معبود الجماهير.
لكن في لقطات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة وشاهدها ملايين الكوريين الجنوبيين ابتسم بود وتحدث ومزح بل وعانق الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن خلال أول قمة بين الكوريتين منذ عام 2007.
وقال لي سو-كيونج (34 عاما) وهو مدرس في سول ”لم أره إلا في وسائل الإعلام وهو يقف في موقع نووي أو حدث سياسي لا تظهر على وجهه أي تعبيرات لكنه في الحقيقة بدا ودودا ومحترما حين رحب بمون“.
ويشك بعض المسؤولين الأمريكيين والخبراء في مصداقية كيم ويعتبرون موجة النشاط الدبلوماسي الكورية الشمالية في الآونة الأخيرة حيلة للحصول على إعفاءات من العقوبات الاقتصادية على بيونجيانج.
ولطالما أظهر كيم جانبا لا يرحم. واتهم بقتل أخيه غير الشقيق وعمه لتعزيز سيطرته على السلطة. وفي ظل حكم الرجل الواحد يقول منشقون وجماعات مدنية إن هناك الكثير من المعارضين السياسيين في السجون.
وتعهد كيم ومون خلال القمة يوم الجمعة بالعمل من أجل ”نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية“ وأعلنا أنهما سيعملان مع الولايات المتحدة والصين هذا العام لإعلان نهاية رسمية للحرب الكورية التي اندلعت في الخمسينيات من القرن الماضي.
وبدا كيم سعيدا بلقاء مون فمازحه في أحيان وأنصت إليه باهتمام في أحيان أخرى. وقال مسؤولون إن في إحدى المراحل مزح كيم قائلا إن إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ في الصباح الباكر أيقظ مون عدة مرات على الأرجح ووعد ألا يكرر ذلك مرة أخرى.
وظهر على كيم الارتياح خلال القمة.
وقال كيم هيونج-سوك نائب وزير الوحدة الكوري الجنوبي السابق ”يبدو أنه قام بالكثير من التحضيرات لكنه كان مرتاحا جدا وخرج عن النص“.
وأضاف ”كان هذا ظهوره الأول على الساحة العالمية والآن يريد العمل مع المجتمع الدولي وإعادة بناء الاقتصاد ولهذا يحتاج صورة الزعيم اللطيف الراقي“.