قتل أكثر من ثلاثين مدنيا في غارات سورية وروسية على مدينة جيرود في القلمون الشرقي بريف دمشق "انتقاما" لطيار سوري قُتل أمس بعد أسره في المنطقة, كما قتل مدنيون في غارات سورية وروسية في حلب وحمص, في وقت وسّعت فصائل معارضة سيطرتها في ريف اللاذقية الشمالي غربي سوريا.
فقد قال مراسل الجزيرة إن 25 شخصا، بينهم مسعفان، قتلوا وجرح آخرون جراء غارات مكثفة شنتها طائرات روسية وأخرى سورية اليوم على المدينة التي تضم عشرات الآلاف من السكان والنازحين وتقع على مسافة ستين كيلومترا تقريبا شمال شرق دمشق.
ولاحقا ارتفعت حصيلة القتلى في جيرود إلى 31 بينهم سبعة من الكادر الطبي, وفق لجان التنسيق المحلية التي أكدت تعرض البلدة لنحو ستين غارة منذ صباح اليوم. واستهدفت الغارات مركزاً طبياً ومدرسة وأبنية سكنية، مما أدى إلى دمار كبير في الأبنية والممتلكات.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام السوري طالبت أهالي مدينة جيرود بتسليم جثة الطيار الذي أُسقطت طائرته المقاتلة من طراز ميغ 23 أمس قرب المدينة، وهددت بمعاودة قصف المدينة إذا لم تنفذ مطالبها.
وفي وقت لاحق من مساء السبت أفاد المراسل بأن غرفة العلميات العسكرية التي تجمع فصائل المعارضة، ومن بينها جبهة النصرة، في منطقة جيرود بريف دمشق سلمت جثة الطيار لقوات النظام لكن الأخيرة عادت ورفعت سقف مطالبها وهددت بقصف المدينة مرة أخرى إذا لم يتم تسليم قتلة الطيار.
وكان "جيش الإسلام" أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أعلن أمس أنه أسقط طائرةً حربية في القلمون الشرقي بريف دمشق. كما أصدر جيش الإسلام بيانا أكد فيه مقتل الطيار الأسير أثناء وجوده في غرفة عمليات مشتركة لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام.
حلب وحمص
وشملت الغارات الجوية اليوم مناطق أخرى بسوريا، إذ قال مراسل الجزيرة إن 13 شخصا قتلوا وأصيب عشرات في غارات شنتها الطائرات الروسية وطائرات النظام على حلب وريفها.
وأضاف المراسل أن مدنيَّينِ قُتلا وجُرح آخرون جراء غارات روسية على بلدات حريتان وحيان وعندان وكفر حمرة والملاح وطريق الكاستيلو ومعامل الخالدية شمال حلب، مما أسفر أيضاً عن دمار كبير في الأبنية والممتلكات.
كما تحدث ناشطون عن مقتل أربعة بينهم طفلان في حي صلاح الدين بحلب, وسقط ضحايا آخرون في حي سيف الدولة.
يأتي هذا بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في محيط طريق الكاستيلو، حيث تحاول قوات النظام إحكام الحصار على مدينة حلب من خلال سيطرتها على الطريق، الذي يعد آخر طريق يربط مدينة حلب بريفها. وتسعى قوات النظام أيضا إلى السيطرة على مزارع الملاح من أجل تطويق معاقل المعارضة بالمدينة.
وفي محافظة حمص (وسط) قتل اليوم أربعة مدنيين في غارات جوية استهدفت مدينة الرستن الخاضعة للمعارضة.
معارك اللاذقية
ميدانيا أيضا, قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على أكثر من عشر بلدات وقرى في جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها ضمن "معركة اليرموك", وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
ومن بين هذه البلدات شير قبوع وعين القنطرة وعين العشرة ومرج الزاوية. وقد تعرضت هذه البلدات والقرى لغارات مكثفة، شنتها طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام، مما تسبب في دمار واسع فيها.
وكانت فصائل معارضة من بينها حركة أحرار الشام والفرقتان الساحليتان الأولى والثانية (التابعتان للجيش الحر وجيش الفتح) وجبهة النصرة قد استعادت في اليومين الماضيين بلدة "كنسبّا" ومواقع مرتفعة في جبلي الأكراد والتركمان, وتسعى الآن إلى استعادة بلدة سلمى الإستراتيجية.