قال مسؤولو صحة إن فلسطينيا قتل بنيران إسرائيلية على حدود غزة يوم الخميس فيما توفي آخر متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام مما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في مواجهات اندلعت قبل أسبوع على الحدود بين القطاع وإسرائيل إلى 19 قتيلا.
وقال الاحتلال الإسرائيلي إن إحدى طائراته استهدفت مسلحا قرب السياج الأمني الممتد بطول الحدود مع قطاع غزة.
وبدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي احتجاجا يستمر ستة أسابيع وأقاموا خياما على امتداد السياج الأمني لحدود القطاع الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني.
ويطالب المحتجون بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
وربما يزيد ارتفاع عدد القتلى من القلق الدولي إزاء أحداث العنف التي قالت منظمات حقوق الإنسان إنها شهدت إطلاق الرصاص الحي على متظاهرين عزل لم يشكلوا تهديدا مباشرا لحياة أي شخص. وتقول إسرائيل إنها تقوم بكل ما يلزم للذود عن حدودها وضمان عدم اختراقها.
وقتل 16 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية في أول أيام الاحتجاج بحسب مسؤولي صحة فلسطينيين كما قتل فلسطيني آخر يوم الثلاثاء.
وقال مسؤولو الصحة إن رجلا عمره 33 عاما، أصيب بالرصاص قبل عدة أيام قرب إحدى الخيام، لقى حتفه يوم الخميس.
وقال الجيش إن قواته لم تستخدم الرصاص الحي سوى ضد أشخاص حاولوا تخريب السياج الحدودي أو دفعوا بإطارات مشتعلة نحو الجنود ورشقوهم بالحجارة.
* القوة المميتة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل التي وقعت يوم الجمعة كما ناشد الأطراف المعنية الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى أو إلحاق الأذى بالمدنيين.
وقال تاي-بروك زيرهون نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تعليقا على العنف إنه يجب عدم اللجوء إلى القوة المميتة إلا كملاذ أخير.
ووصف أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي معظم القتلى بأنهم ”إرهابيون... نشطاء في الجناح المسلح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي“. وتؤيد الجماعتان تدمير إسرائيل بينما تعتبرهما إسرائيل والغرب منظمات إرهابية.
وعلى مدى أسبوع عاد كثير من المتظاهرين الذين شاركوا في بداية الاحتجاج إلى منازلهم وأعمالهم لكن منظمي الاحتجاج يتوقعون زيادة عدد المشاركين في الاحتجاج يوم الجمعة عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلنت حماس يوم الخميس أنها ”ساندت عائلة كل شهيد بمبلغ 3000 دولار أمريكي وكل مصاب بجروح بليغة بمبلغ 500 دولار وكل مصاب بجروح متوسطة بمبلغ 200 دولار، وذلك اعتمادا على تصنيف وزارة الصحة للجرحى“.
وقال قادة في إسرائيل إن المبالغ التي تدفعها السلطات الفلسطينية لعائلات القتلى أو السجناء لدى إسرائيل تشجع على شن هجمات ضد الإسرائيليين.
ولدى زيارته للحدود هذا الأسبوع حذر ليبرمان المحتجين ”من مواصلة الاستفزاز“ وقال إن ”كل شخص يقترب من السياج يعرض حياته للخطر“.
ويستعد محتجون بجمع إطارات ويقولون إنهم سيحرقون يوم الجمعة آلافا منها عند الحدود كما سيستخدمون مرايا وأضواء ليزر لتشتيت انتباه القناصة الإسرائيليين على الحدود.
وقال جلعاد إردان وزير الأمن العام الإسرائيلي لإذاعة الجيش ”مستعدون لأي سيناريو بما في ذلك محاولة تشتيت انتباه القناصة“.
ومن المقرر انتهاء الاحتجاج في منتصف مايو أيار الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى النكبة حين فر مئات الآلاف من منازلهم أو أجبروا على الرحيل في أعمال عنف بلغت أوجها في حرب مايو أيار عام 1948 بين دولة إسرائيل، حديثة العهد حينئذ، وجيرانها العرب.
وترفض إسرائيل منذ أمد بعيد حق العودة خشية تدفق العرب بأعداد تقضي على الغالبية العددية لليهود.
وتجمدت محادثات السلام منذ عام 2014.
والفلسطينيون غاضبون من قرار الرئيس الأمريكي في السادس من ديسمبر كانون الأول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وسيطرت إسرائيل في حرب عام 1967 على القدس الشرقية التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية.