بوتين رئيسا لروسيا حتى 2024 بنسبة 73,9 بالمئة من الاصوات (استطلاعات)

[ الرئيس الروسي "بوتين" أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية (2018) ]

 أعيد انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاحد، رئيسا لروسيا لولاية رابعة في انتخابات اشبه باستفتاء، نددت بها المعارضة ووصفتها بالمزورة.
 
واظهرت نتائج استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع، تحقيق الرئيس الروسي نتائج أعلى من المتوقع وتكريس بوتين، الذي يبلغ من العمر 65 عاما امضى منها اكثر من 18 عاما في السلطة، رئيسا لولاية رابعة لروسيا التي أعادها في السنوات الاخيرة الى واجهة الساحة الدولية، في وقت يخوض إختبار قوة مع الغرب منذ تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في المملكة المتحدة.
 
وبذلك سيبقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيد الكرملين حتى 2024، حين سيبلغ من العمر 72 عاما، وسيكون قد أمضى 25 عاما منها في السلطة بعد تعيينه خلفا للرئيس السابق بوريس يلتسين.
 
وبعد اقفال آخر صناديق الاقتراع في كاليننغراد، في قلب اوروبا، اعطى استطلاع الخروج من مراكز الاقتراع- اجراه مركز فتسيوم- بوتين نسبة 73,9 بالمئة من الاصوات، وهي نتيجة تفوق تلك التي حققها في انتخابات 2012 التي بلغت حينها 63,6 بالمئة.
 
وبحسب نتائج الاستطلاع تقدم بوتين على منافسه الأبرز مرشح الحزب الشيوعي المليونير بافيل غرودينين، الذي حصد 11,2 بالمئة من الأصوات، وحل أمام القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي (6,7 بالمئة)، والصحافية الليبرالية كسينيا سوبتشاك (2,5 بالمئة).
 
وأعطت النتائج الاولية للفرز (15 بالمئة من الاصوات)، بوتين نسبة 71,9 بالمئة، مقابل 15,9 بالمئة لغرودينين.
 
وكانت اللجنة الانتخابية أعلنت أن نسبة المشاركة بلغت 60 بالمئة، عند الساعة 15:00، أي قبل ثلاث ساعات من إقفال مراكز الاقتراع.
 
وكان الكرملين جعل من نسبة المشاركة في الانتخابات معركته الرئيسية، بهدف اضفاء شرعية على الانتخابات المحسومة النتائج.
 
واتهمت المعارضة الروسية، وعلى رأسها اليكسي نافالي أبرز المعارضين الروس، الكرملين بتضخيم المشاركة بعمليات تزوير عبر حشو الصناديق أو عبر تنظيم نقل الناخبين بأعداد كبيرة الى مراكز الاقتراع.
 
وقال نافالني في مؤتمر صحافي "انهم بحاجة الى اقبال. النتيجة معروفة سلفا، وهي فوز بوتين بأكثر من 70 بالمئة (من الاصوات)"، مؤكدا أن نسبة المشاركة الحقيقية أدنى من تلك المسجلة في انتخابات 2012.
 
وشدد نافالني على أن "السبيل الوحيد للنضال السياسي في روسيا هو بالتظاهر. سنستمر في القيام بذلك".
 
وعرضت منظمة "غولوس" غير الحكومية والمتخصصة في مراقبة الانتخابات حالات التزوير على موقعها الالكتروني، مشيرة- قرابة الساعة 17:45- الى 2629 تجاوزا، مثل حشو صناديق، والتصويت أكثر من مرة وإعاقة عمل المراقبين.
 
في المقابل اعتبرت رئيسة اللجنة الانتخابية ايلا بامفيلوفا أنه "لم يحصل هذا الكم من التجاوزات".
 
استفزازات

ونظمت السلطات حملة إعلامية مكثفة لحث الناخبين على التصويت، وسهلت عمليات التصويت خارج مناطق إقامة الناخبين. وأوردت وسائل إعلام: حتى أنها مارست ضغوطا على موظفي الدولة والطلاب من أجل الإدلاء بأصواتهم.
 
وأفاد ناشطون من المعارضة، الأحد، عن قيام الشرطة بجلب ناخبين في حافلات إلى مراكز الاقتراع وتوزيع قسائم شراء مواد غذائية بأسعار مخفضة على الروس الذين يذهبون للإدلاء بأصواتهم.
 
وبوتين الذي يمتدحه البعض، ناسبين إليه عودة الاستقرار بعد فترة التسعينات، يحمل عليه منتقدوه باعتبار أن الثمن كان تراجع الحريات. وتعطي آخر استطلاعات الرأي الرئيس الروسي نحو 70 بالمئة من نوايا التصويت.
 
ودعا نافالني، الذي رفضت المفوضية العليا للانتخابات ترشحه للانتخابات الرئاسية بسبب ادانته قضائيا في قضية اختلاس أموال يتهم الكرملين بالوقوف وراءها، إلى مقاطعة الانتخابات وأرسل أكثر من 33 ألف مراقب إلى مراكز الاقتراع.
 
منع التصويت في أوكرانيا

شهد الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب قضية تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغير سكريبال وابنته في المملكة المتحدة.
 
ولم تنتظر موسكو إلى ما بعد الانتخابات، بل أعلنت السبت طرد 23 دبلوماسيا بريطانيا بصورة وشيكة، ردا على إجراء مماثل اتخذته لندن.
 
وأدى تبادل تدابير طرد الدبلوماسيين بين روسيا وبريطانيا في نهاية الحملة الانتخابية، إلى تعزيز أجواء التوتر الأقرب إلى الحرب الباردة، والتي خيمت على ولاية بوتين الرئاسية الأخيرة، على خلفية دعم الكرملين للنظام السوري والأزمة الأوكرانية والاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
 
وتجري الانتخابات في الذكرى الرابعة للمصادقة على ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية إلى روسيا، بعد استفتاء اعتبرته كييف والغربيون غير قانوني.
 
وفتح أكثر من 1200 مركز اقتراع في القرم، إلا أن قسما كبيرا من التتار- المجموعة المسلمة المعارضة بشكل واسع لضم القرم الى روسيا- لا ينوي المشاركة في الانتخابات. وقال لوكالة فرانس برس عالم ممبيتوف، وهو رئيس منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق التتار: "تعرض التتار لضغوط كبيرة قبل الانتخابات".
 
وردا على تنظيم الانتخابات الرئاسية الروسية في القرم، قررت كييف منع الناخبين الروس المقيمين في أوكرانيا من التصويت. وقام عشرات الشرطيين وناشطون قوميون الأحد بمنع الدخول إلى القنصليات الروسية في العديد من المدن الكبرى الأوكرانية.

 
- المصدر: وكالة فرانس برس: بقلم تيبو مارشان / فكتوريا لوغينوفا-ياكوفليفا
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر