أعربت الأربعاء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن انزعاجها من تقارير عن عمليات إعدام "وحشية" دون محاكمة في مدينة بنغازي، يحتمل أن تكون قد ارتكبت على يد قائد بالقوات الخاصة مطلوب لدى القضاء الدولي.
بعد انتشار صور تعرض على ما يبدو إعدام تسعة سجناء على الأقل في موقع تفجير سيارتين ملغومتين الثلاثاء في مدينة بنغازي شرق ليبيا، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم الأربعاء عن قلقها من تقارير عن عمليات إعدام تنفذ دون محاكمة.
ويشبه المسلح الذي ظهر في الصور محمود الورفلي وهو قائد بالقوات الخاصة ومطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تنفيذ عدد من عمليات القتل المشابهة.
وقالت البعثة في حسابها على تويتر " تطالب الأمم المتحدة بتسليم محمود الورفلي على الفور إلى محكمة الجنايات الدولية، خصوصا وأنها رصدت على الأقل خمس حالات إعدام بإجراءات موجزة ارتكبها أو أمر بها الورفلي في 2017".
وتابعت "يتحمل المسؤولون عن ارتكاب أو تنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة المسؤولية الجنائية الكاملة بموجب القانون الجنائي الدولي" .
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من هوية المسلح.
ونشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي وظهرت في وسائل الإعلام المحلية. وحدثت واقعة الإعدام رميا بالرصاص فيما يبدو أمام مسجد بيعة الرضوان ببنغازي، حيث خلف انفجار سيارتين مفخختين 35 قتيلا على الأقل يوم الثلاثاء.
ويظهر في إحدى هذه الصور مسلح يرتدي زيا عسكريا ويصوب بندقية آلية نحو الشخص الأول في صف من رجال معصوبي الأعين يرتدون ثيابا زرقاء أمام أبواب المسجد الذي يظهر مدمرا جراء الانفجار.
ويظهر في صورة أخرى ثلاثة من السجناء يسقطون على الطريق بينما يمر المسلح بمحاذاة الصف. ولم تتضح بعد هوية هؤلاء الرجال.
والورفلي عضو بوحدة للقوات الخاصة تابعة لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر الذي يسيطر على بنغازي وقاتل الإسلاميين وخصوما آخرين في المدينة حتى أواخر العام الماضي.
وبعدما أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى إلى إلقاء القبض على الورفلي في أغسطس/آب، قال الجيش الوطني الليبي أنه يحقق معه واعتقله. ورفضت القوات الخاصة مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.
ولم يتسن بعد الحصول على تعليق على الصور من متحدث باسم الجيش الوطني الليبي.
ونشرت الصور بينما زار مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بنغازي يوم الثلاثاء والتقى بحفتر في مقر عسكري قرب المدينة وندد بالتفجير الذي هز المدينة.
ويعتبر حفتر، الشخصية المثيرة للانقسام في ليبيا، والذي يحظى على نحو متزايد باهتمام المجتمع الدولي نظرا لامتلاكه القوة على الأرض، مرشحا محتملا للانتخابات التي عبرت الأمم المتحدة عن أملها في أن تنظم في أواخر 2018.