قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن القدس، هو "جزء من معركة كُبرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما يُسمّى بصفقة القرن".
جاء ذلك خلال لقاء جمع "هنية"، مع رؤساء "العشائر والمخاتير"، بحضور يحيى السنوار، قائد الحركة بقطاع غزة، للحديث عن آخر مستجدات ملف المصالحة الفلسطينية.
وأضاف هنية، خلال اللقاء (مستمر حتى الآن):" لهذا القرار أبعاد تتعلق بتركيبة المنطقة كلها، وعلاقة الأمة مع هذا الكيان الإسرائيلي".
وأوضح هنية أن حركته لديها معلومات، وصلتها عبر "أجهزة الاختصاص في حركة حماس"، تتعلق بعرض "الولايات المتحدة الأمريكية، على قيادات فلسطينية، منحهم عاصمة أو كيان في منطقة أبو ديس (بلدة قرب مدينة القدس)".
وتابع قائلاً:" المخطط يقوم على أن يكون هناك جسر يربط بين أبو ديس والمسجد الأقصى، كي يسمح بحرية الحركة لأداء الصلاة في المجسد، كما أن هناك حديث عن تقسيم المسجد الأقصى إلى ثلاثة أقسام".
وبيّن أن التحركات الإقليمية تهدف إلى "إيجاد كيان سياسي في قطاع غزة بامتيازات معينة".
وفي 6 من ديسمبر/ كانون أول الجاري، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، وأوعز بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.
وأكّد هنية أن "القرار الأمريكي الأخير جاء لتغيير معالم المنطقة كلّها، وليس فقط الوضع الفلسطيني"، محذّراً من تداعيات ذلك القرار.
وقال إن القرار الأمريكي الأخير يحمل مخاطر "تضرب طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن".
وتابع:" هناك حديث عن الوطن البديل، وعن كونفدرالية (بين الأردن وفلسطين) للسكان وليس للأرض، وهذا هو أساس التوطين والوطن البديل".
وأشار إلى أنه تحدّث مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حول "مخاطر قضية القدس، ومشاريع التوطين، والوطن البديل".
وشدد هنية على أن الفلسطينيين "مطالبون بموقف واضح وقطعي، يرفض أي اختراق سياسي بموضوع القدس أو القضية الفلسطينية".
وطالب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" الشعب الفلسطيني بمواصلة "انتفاضته رفضاً للقرار".
وقال:" أي تخاذل أو تراجع عن الحق العربي الفلسطيني الإسلامي في القدس سيكون له ارتدادات خطيرة على كل الأمة".
وأشاد هنية بالحراك الشعبي في العواصم العربية والإسلامية الذي خرج رفضاً للقرار الأمريكي الأخير.
واعتبر ذلك الحراك "كشفاً لمخزون الكره لإسرائيل لدى الشعوب العربية والإسلامية".
وجدد هنية تأكيد حركته على تمسّكها بالمصالحة الفلسطينية، لـ"حماية المشروع الوطني مما هو قادم".
وفي هذا السياق، قال:" كان قرارنا بالذهاب نحو المصالحة، واعٍ ومسؤول ومتعمق في المشهد، بأنه لا بد من ترتيب البيت الفلسطيني بسرعة ويكون لنا حكومة واحدة وبرنامج وطني مشترك للتفرغ للقضايا الوطنية الكبرى".
وحذّر هنية من نتائج وصفها بـ"الوخيمة" جرّاء تباطؤ تنفيذ اتفاق المصالحة الأخير.
ومن جانبه، طالب يحيى السنوار، قائد حركة "حماس"، بغزة، "المخاتير ورؤساء العشائر"، بالعمل على دعم جهود المصالحة الفلسطينية، بهدف "التوحد في معركة القدس، والمشروع الوطني الفلسطيني".
وقال في كلمة له خلال اللقاء:" وضع المصالحة يحتاج إلى تضافر جهود كل الفلسطينيين للنهوض بهذا المشروع وعدم تحويله إلى عملية سياسية تستمر على مدار سنوات".
ولفت إلى أنه نظّم عدة لقاءات مع الفصائل الفلسطينية والمجتمع المدني والشباب الفلسطيني، وطالبهم بـ"حماية المصالحة".
وأكّد على ضرورة إنجاح مشروع المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن ما يحكم نجاح هذا الملف هو "الوقت".
وأضاف:" لكن الزمن محدود لأنه المخاطر المحيطة بنا هي مخاطر كبيرة".
وشدد على أن حركة حماس تراكم القوة في شتى المجالات ومنها العسكرية، إلى جانب تحقيق المصالحة.
وقال:" مراكمة القوة العسكرية جزء مهم لتحقيق مشروعنا الوطني، وهذا لا يعني أننا نهدف للحرب أو أننا متعجلون للحرب، وندرك أن بعض القضايا تحل بالمقاومة الشعبية، وأخرى بالعمل الدبلوماسي".
وطالب السنوار القيادة الفلسطينية بـ"عقد الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير بحضور الكل الفلسطيني".