قال مسؤول كردي يوم السبت إن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق لن يمدد فترة رئاسته بعد أول نوفمبر تشرين الثاني.
جاء القرار بعد أسابيع من استفتاء على استقلال الإقليم مما أثار أزمة لأكراد العراق الذين تمتعوا بفترة حكم ذاتي لم يسبق لها مثيل.
وقال المسؤول لرويترز إن خطة لتوزيع سلطات الرئيس بعثها برزاني في رسالة لبرلمان كردستان اليوم السبت. وتدعو الخطة البرلمان إلى توزيع سلطات الرئيس على الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية.
وتنتهي فترة ولاية برزاني بعد أربعة أيام وهو نفس الموعد الذي كان مقررا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. لكن تلك الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى وسط تصاعد الأزمة في الإقليم.
ويقول منتقدون إن الاستفتاء على الاستقلال، الذي أجري في 25 سبتمبر أيلول وقاده برزاني (71 عاما)، ترك مستقبلا قاتما لأكراد العراق.
وبعد أقل من أربعة أسابيع على تصويت أكراد الإقليم بأغلبية ساحقة على الانفصال عن العراق شنت الحكومة المركزية حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يراها الأكراد قلب وطنهم كما أنها تمثل مصدرا رئيسيا لعائدات دولتهم المستقلة التي يطمحون إليها. جاء ذلك ضمن إجراءات انتقامية اتخذتها بغداد التي عارضت بشدة الاستفتاء.
وفي غضون أيام حولت الحكومة العراقية ميزان القوى في شمال البلاد ومارست ضغطا هائلا على برزاني للتنحي وأطاحت بأحلام الاستقلال التي تراود الأكراد منذ عشرات السنين. وواصلت القوات العراقية تقدمها في الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج حدود الإقليم شبه المستقل.
وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الخميس الأكراد بإلغاء نتائج الاستفتاء رافضا عرض حكومة كردستان بتعليق مسعاها للاستقلال من أجل حل الأزمة من خلال المحادثات.
وفي وقت سابق هذا العام قال برزاني إنه لم يكن ينوي خوض انتخابات نوفمبر تشرين الثاني وقبل الاستفتاء توقع قليلون أن يفي بوعده.
ويتولى برزاني منصب الرئيس منذ عام 2005. وأجريت آخر انتخابات رئاسية في الإقليم عام 2009 وفاز بها برزاني. وانتهت فترة ولايته عام 2013 لكن جرى تمديدها مرتين.
ومن المتوقع أن يوجه برزاني خطابا لشعبه قبل انتهاء فترة ولايته رسميا ليختتم بذلك تاريخا مهنيا حافلا.
ولد برزاني عام 1946 بعد وقت قصير من تأسيس والده الملا مصطفى، الذي كان قائدا فذا، حزبا للنضال من أجل حقوق أكراد العراق. وبعد عقود قضاها في القتال مع البشمركة صار برزاني شخصية محورية في السعي نحو تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق بعدما أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003 .
ومن المقرر أن يناقش البرلمان خطاب برزاني غدا الأحد رغم أن المسؤول الحكومي قال إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الوزراء سيكونون بحاجة للتصويت لصالح تنفيذ الخطة خلال هذه الجلسة.