أعدم تنظيم الدولة الإسلامية، الذي مُني بهزائم متلاحقة في سوريا والعراق، عشرات المدنيين في مدينة القريتين السورية خلال 20 يوماً من سيطرته عليها قبل أن تطرده قوات النظام منها قبل يومين.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الإثنين لوكالة فرانس برس "أعدم تنظيم داعش أكثر من 116 مدنياً بدافع الانتقام، متهماً إياهم بالعمالة لقوات النظام" وذلك خلال سيطرته على المدينة التي امتدت من مطلع الشهر الحالي حتى السبت.
وأوضح عبد الرحمن أن "السكان وجدوا الجثث في منازل وشوارع المدينة ومناطق أخرى فيها بعد سيطرة قوات النظام عليها"، مشيراً الى أنه تم إعدامهم "بالسكين أو بإطلاق الرصاص عليهم".
وأضاف أن غالبية القتلى جرى إعدامهم خلال اليومين الأخيرين التي سبقت سيطرة قوات النظام على المدينة، مشيراً الى أن "بعض السكان شهدوا على عمليات الإعدام."
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في الأول من تشرين الأول/اكتوبر على مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي في هجوم مباغت بعد أكثر من عام على طرده منها.
وبعد عشرين يوماً، تمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي السبت من استعادة السيطرة على المدينة بعد محاصرتها ثم انسحاب باقي عناصر التنظيم المتطرف منها.
وبحسب عبد الرحمن، فإن "معظم عناصر التنظيم الذين شنوا الهجوم كانوا من الخلايا النائمة في المدينة، وبالتالي كانوا يعرفون أهلها والموالين للنظام منهم".
وسيطر التنظيم المتطرف مطلع آب/أغسطس 2015 للمرة الأولى على القريتين التي كانت تعد رمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في سوريا منذ قرون.
وعمل التنظيم المتطرف إثر ذلك على تدمير دير أثري من القرن السادس ميلادي وإحراق عدد من الكنائس. كما خطف وقتها 270 من سكانها المسيحيين واحتجزهم في قبو تحت الأرض لمدة 25 يوماً، وفق شهادات ناجين.
وكان عدد سكان القريتين يقدر بنحو ثلاثين ألف شخص بينهم 900 مسيحي قبل بدء النزاع الذي تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
- نشر الرعب-
نشر تنظيم الدولة الاسلامية الرعب في مناطق سيطرته في سوريا والعراق من خلال الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الإغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي وغيرها من الممارسات الوحشية.
ومني تنظيم الدولة الاسلامية بخسائر ميدانية متتالية في سوريا على أيدي قوات النظام السوري المدعومة من ايران وروسيا، وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، التي تمكنت الأسبوع الماضي من السيطرة على مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في البلاد.
وفي محافظة حمص حيث تقع القريتين، لا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على عدد من القرى شمال مدينة السخنة في الريف الشمالي وعلى منطقة صحراوية محدودة تمتد حتى الحدود العراقية.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، يسيطر التنظيم على بضعة أحياء من مدينة دير الزور وعلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق التي تعد مركز ثقله الحالي في سوريا، بالاضافة الى عشرات القرى والبلدات الواقعة بين الريف الشرقي.
وتشكل محافظة دير الزور الإستراتيجية مسرحاً لهجومين منفصلين، الاول يقوده الجيش السوري بدعم روسي على الضفة الغربية لنهر الفرات والثاني تنفذه قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركية على الضفة الشرقية للنهر، الذي يقسم المحافظة إلى قسمين.
ويتواجد تنظيم الدولة الاسلامية في بضعة مزارع وقرى في ريف حماة (وسط)، وفي اجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، كما في عدد من البلدات والقرى في جنوب سوريا.