قال الجيش العراقي يوم الخميس إن القوات العراقية انتزعت السيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش في شمال العراق لتترك التنظيم المتشدد محاصرا في جيوب على الحدود مع سوريا التي امتدت عبرها الخلافة التي أعلنها ذات يوم.
جاءت السيطرة على مدينة الحويجة والمنطقة المحيطة بها بعد هجوم نفذته قوات الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات الحشد الشعبي الشيعية التي تتلقى تدريبا وأسلحة من إيران.
لكن بعض الاشتباكات لا تزال محتدمة إلى الشمال والشرق من الحويجة حيث تحاصر القوات المتشددين.
وبسقوط الحويجة، التي تقع قرب مدينة كركوك النفطية، لم يبق تحت سيطرة الدولة الإسلامية سوى شريط من الأراضي على امتداد الحدود الغربية مع سوريا حيث يتقهقر التنظيم هناك أيضا.
وقال بيان لقائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله ”قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وقطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع وألوية 2 و3 و4 و11 و26 و42 من الحشد الشعبي تحرر مركز قضاء الحويجة بالكامل وما زالت مستمرة بالتقدم“.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي القوات العراقية وهي ترفع الأعلام في واحد من الميادين الرئيسية في الحويجة بينما تجوب عربات همفي الشوارع الخالية التي يتناثر فيها حطام السيارات وتظهر فيها واجهات المحلات المحطمة وآثار الأعيرة النارية على جدران المنازل.
واستمر تصاعد الدخان الأسود الكثيف من المناطق المحيطة بالحويجة وآبار النفط التي أضرم فيها المتشددون النار لتجنب الضربات الجوية.
ويضع الاستيلاء على الحويجة القوات العراقية في مواجهة مباشرة مع مقاتلي البشمركة الأكراد الذين يسيطرون على كركوك وهي منطقة متعددة الأعراق تطالب كل من بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق بالسيادة عليها.
وثارت التوترات بشأن المدينة الشهر الماضي حينما ضمتها حكومة كردستان العراق إلى استفتاء على استقلال الأكراد في شمال البلاد.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس ”لا نريد مواجهة مسلحة... لا نريد أي عداء أو أي مصادمات. يجب أن تُفرض السلطة الاتحادية ولا يجوز لأحد أن يعتدي على السلطة الاتحادية في المناطق“ المتنازع عليها.
وعرض العبادي مجددا إدارة مشتركة لكركوك مع قوات البشمركة الكردية تحت قيادة السلطات الاتحادية. وبسط الأكراد سيطرتهم على كركوك عام 2014 حينما انسحب الجيش العراقي أمام تقدم الدولة الإسلامية.
ويعيش العرب والتركمان جنبا إلى جنب مع عدد كبير من السكان الأكراد في كركوك التي يطالب الأكراد بها منذ أكثر من قرن باعتبارها ”قلب كردستان“.
وبدأ العراق هجوما يوم 21 سبتمبر أيلول لطرد الدولة الإسلامية من المنطقة الواقعة إلى الشمال من بغداد حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يصل إلى 78 ألف شخص محاصرون هناك.
ولا يزال المتشددون يسيطرون على مدينة القائم الحدودية والمنطقة المحيطة بها.
ويسيطر المتشددون أيضا على مناطق من الجانب السوري للحدود لكن المنطقة الخاضعة لسيطرتهم تتقلص نتيجة تقهقرهم في مواجهة هجومين منفصلين أحدهما لتحالف يقوده الأكراد وتدعمه الولايات المتحدة والثاني لقوات الحكومة السورية بدعم من روسيا ومقاتلين شيعة مدعومين من إيران.
وفي يوليو تموز انهارت عمليا الخلافة التي أعلنتها الدولة الإسلامية عندما استعادت القوات العراقية مدينة الموصل معقل التنظيم في البلاد بعد حملة استمرت تسعة أشهر.
وأصدر التنظيم الأسبوع الماضي تسجيلا صوتيا منسوبا لزعيمه أبو بكر البغدادي، الذي أعلن الخلافة من مسجد في الموصل في منتصف 2014، يتضمن إشارات إلى أنه لا يزال على قيد الحياة بعد تقارير عن مقتله.
ودعا البغدادي في التسجيل أتباعه إلى مواصلة القتال رغم الانتكاسات.