سحبت الأمم المتحدة موظفيها من إقليم أراكان في ميانمار لدواع أمنية، وأكدت أن نحو 125 ألفا من أقلية الروهينغا وصلوا إلى بنغلاديش منذ أواخر أغسطس/آب الماضي هربا من المعارك وأعمال الجيش الحكومي في إقليم أراكان بميانمار.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء والأطفال يمثلون 80% من النازحين الروهينغا الذي فروا إلى بنغلاديش في الأيام الـ11 الأخيرة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (يونيسيف) اليوم الثلاثاء إن الأرقام الأخيرة تستند إلى إحصائيات جديدة وأكثر دقة أجراها عمال الإغاثة في مخيمات اللاجئين الأساسية والمؤقتة ببنغلاديش.
وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية فيفيان تان أن "الأرقام مقلقة للغاية إذ ترتفع بسرعة كبيرة"، محذرة من أن المخيمات الحالية لا يمكن أن تستوعب مزيدا من اللاجئين الذين يكافحون من أجل إيجاد مأوى.
وعزز وصول اللاجئين المخاوف من كارثة إنسانية جديدة، في حين تبذل منظمات الإغاثة جهودا شاقة للتكيف مع تدفقهم إلى المخيمات المكتظة أصلا في بنغلاديش التي يعيش فيها أربعمئة ألف من اللاجئين الروهينغا الذين وصلوها خلال موجات عنف سابقة على مدى سنوات.
وقال الناشط الحقوقي نور خان ليتون إن "وصول اللاجئين بأعداد كبيرة يخلق أزمة إنسانية هنا". وأضاف أن "الناس يعيشون في المخيمات وعلى الطرق وفي باحات المدارس وحتى في العراء، إنهم يبحثون عن أماكن يلجؤون إليها وستنقصهم المياه والغذاء".
وعلى صعيد متصل، أشادت الأمم المتحدة بمقترح تركيا فتح بنغلاديش حدودها أمام الروهينغا مع تحمل أنقرة مصاريف هؤلاء اللاجئين، ودعت المنظمة الدول الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة.
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي يرتكب جيش ميانمار انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان شمالي إقليم أراكان تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينغا، حسب تقارير إعلامية.
ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا تلك الانتهاكات، لكن المجلس الأوروبي للروهينغا أعلن مقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال ثلاثة أيام فقط.