قال محققون في جرائم حرب تابعون للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف دعما لحملة تنفذها قوات مدعومة من واشنطن على الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تسبب "خسائر مذهلة في أرواح المدنيين".
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية وهي مجموعة من الفصائل الكردية والعربية المسلحة يساندها التحالف الذي تقوده واشنطن مهاجمة الرقة قبل أسبوع بهدف استعادتها من قبضة المتشددين. واستعادت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بضربات التحالف الجوية الكثيفة أراضي إلى الغرب والشرق والشمال من المدينة.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق لمجلس حقوق الإنسان "نلفت على وجه الخصوص الانتباه إلى أن تكثيف الضربات الجوية التي مهدت الطريق لتقدم قوات سوريا الديمقراطية في الرقة لم يسفر سوى عن خسائر مذهلة في أرواح المدنيين كما تسبب في فرار 160 ألف مدني من منازلهم ونزوحهم داخليا".
ولم يقدم بينيرو عددا للقتلى المدنيين في الرقة حيث تتسابق قوى متنافسة لانتزاع الأراضي من الدولة الإسلامية. كما يتقدم الجيش السوري في المنطقة الصحراوية الواقعة إلى الغرب من المدينة.
في الوقت نفسه عبرت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان عن قلقها من استخدام التحالف الذي يحارب الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وتقوده الولايات المتحدة أسلحة الفسفور الأبيض الحارق قائلة إنها تعرض المدنيين للخطر حين تستخدم في المناطق المأهولة.
وفي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف لم يشر الوفد الأمريكي إلى الرقة أو الضربات الجوية. ووصف الدبلوماسي الأمريكي جيسون ماك الحكومة السورية بأنها "المرتكب الأول" لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في البلاد.
وقال بينيرو إنه إذا نجحت حملة التحالف الدولي فإنها يمكن أن تحرر السكان المدنيين وبينهم نساء وفتيات يزيديات "استعبدهم التنظيم جنسيا لنحو ثلاث سنوات ضمن إبادة جماعية مستمرة ولا يتم التعامل معها".
وأضاف "يجب ألا تأتي حتمية مكافحة الإرهاب على حساب المدنيين الذين يجدون أنفسهم يعيشون رغم إرادتهم في مناطق يتواجد فيها داعش".
وقال بينيرو إن الاتفاقات العشرة بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة بما في ذلك شرق حلب "تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب" لأن المدنيين ليس أمامهم "خيار".
وندد مندوب سوريا بالأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا بالانتهاكات التي يرتكبها ما وصفه بالتحالف غير المشروع بقيادة الولايات المتحدة الذي يستهدف البنية التحتية وقتل مئات المدنيين بما في ذلك مقتل 30 مدنيا في دير الزور.