شهدت مدينة حلب شمال سوريا اليوم الأربعاء اشتباكات عنيفة بين عناصر من "جبهة النصرة" والجيش السوري أسفرت عن مقتل 70 شخصا من الجانبين. في حين وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحذيرا إلى روسيا والنظام السوري مؤكدا أن صبر واشنطن "محدود للغاية".
وقتل 70 عنصرا من قوات النظام السوري و"جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها خلال 24 ساعة من المواجهات بين الطرفين في ريف حلب الجنوبي في شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد أن قوات النظام تمكنت بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي وسلاح الجو السوري من استعادة السيطرة على بلدتي خالصة وزيتان في ريف حلب الجنوبي بعد ساعات من سيطرة "جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها عليهما.
وأفاد المرصد بتعرض مناطق عدة في ريف حلب الجنوبي منذ ليل أمس وحتى ساعات الفجر لقصف جوي ومدفعي مكثف. كما قصفت قوات النظام ليلا طريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد من الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل إلى غرب حلب.
وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" بمقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية وطلقات متفجرة أطلقها إرهابيون على حيي الميدان والفرقان" الواقعين في غرب المدينة.
من جهتها، نقلت صحيفة الوطن السورية ان الطائرات الحربية الروسية استعادت نشاطها في قصف مواقع الفصائل.
وأوردت في عددها الأربعاء أنه "بعد تدخلها بشكل خجول خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، عاودت المقاتلات الروسية مهامها بقوة في حلب باستهداف مواقع "جبهة النصرة" والميليشيات المتحالفة معها.
وتنفذ طائرات روسية منذ 30 أيلول/سبتمبر غارات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا تستهدف التنظيمات الجهادية والفصائل المقاتلة.
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق عزمها على استهداف "جبهة النصرة" في سوريا داعية الفصائل المعارضة إلى فك ارتباطها بها والانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء تحذيرا إلى روسيا والرئيس السوري بشار الأسد ودعاهما إلى ضرورة احترام وقف الأعمال القتالية، مؤكدا أن صبر واشنطن "محدود جدا".
وقال كيري خلال زيارة للنرويج إثر لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف "على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا" على صعيد إلتزام وقف إطلاق النار.
وأضاف كيري أن الولايات المتحدة "مستعدة أيضا لمحاسبة المجموعات المسلحة من عناصر المعارضة" الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات أو الذين "يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار".
وكانت الولايات المتحدة وروسيا، قد أعلنتا في 27 شباط/فبراير الفائت وقف الأعمال القتالية في العديد من المناطق السورية لكنه تعرض لانتهاكات متكررة قبل أن ينهار.