تعهد زعيم المعارضة في بريطانيا، جيريمي كوربن، بقلب ما سماه "النظام المزيف" ووضع السلطة والثروة "في أيدي الشعب".
وفي أول أيام حملته الانتخابية، شدد الزعيم العمالي بأنه "سيغير اتجاه الانتخابات" وسيثبت خطأ "خبراء المؤسسة الرسمية" الذين أشاروا إلى تقدم حزب المحافظين في استطلاعات الرأي.
وشدد كوربن في قلب خطابه على أنه لن يخضع لقواعد اللعبة السياسة السائدة إذا انتخب رئيسا للوزراء.
وكانت رئيسة الوزراء الحالية، تيريزا ماي، قد أشارت إلى أنها تأمل في تعزيز الأغلبية الحالية (أقل من 20 نائبا) لحزب المحافظين في البرلمان، لتصبح أغلبية كبيرة.
وقالت إنها ستقوي موقفها في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي بتقديم "القيادة القوية الراسخة" التي تحتاجها البلاد.
وكانت ماي تتحدث بعد أن حظيت دعوتها لانتخابات مبكرة بدعم أغلبية النواب في البرلمان البريطاني.
وقد فاجأت دعوتها تلك خصومها السياسيين، بعد أن كانت تعهدت في وقت سابق بأنها لن تدعو إلى انتخابات عامة قبل حلول عام 2020.
وكان بإمكان زعيم المعارضة تعطيل هذه الدعوة تحت قبة البرلمان، إلا أنه حض نواب حزبه على التصويت، الاربعاء، لمصلحة خيار الانتخابات المبكرة.
وقد صوت النواب في مجلس العموم بأغلبية 522 صوتا لمصلحة إجراء انتخابات مبكرة مقابل 13 ضدها، الأمر الذي مهد الطريق لحملة انتخابية لسبعة أسابيع فقط بعد هذا الاعلان المفاجئ.
وقال كوربن في خطاب ألقاه في لندن الخميس إن "الكثيرين في وسائل الإعلام والمؤسسة الرسمية يقولون إن نتيجة هذه الانتخابات أمر مفروغ منه".
واتهم "أشخاصا متنفذين" بأنهم لا يريدون له الفوز في الانتخابات العامة المبكرة في الثامن من يونيو/حزيران.
وأضاف "يعتقدون أن ثمة قواعد في السياسة، يجب أن تتبعها بأن ترفع قبعتك للأشخاص الاقوياء "المتنفذين" وتقبل بأن الأشياء لا يمكن أن تتغير، ,ومن ثم لا يمكنك الفوز (إذا لم تتبعها)، لكن هؤلاء الناس، بالطبع، لا يريدون لنا الفوز، لأننا إذا فزنا فالشعب هو من سيفوز وليس المتنفذون".
وأوضح "يقولون إنني لا انهج وفق القواعد - قواعدهم . وإننا لن نفوز، كما يقولون، لأننا لا نلعب وفق قواعد لعبتهم".
وأكمل "هم محقون تماما أنا لا أفعل ذلك، وحكومة العمال المنتخبة في 8 يونيو/حزيران لن تلعب وفق قواعدهم".
ويسعى كوربن في حملته الانتخابية إلى مهاجمة المؤسسة الرسمية القائمة وتقديم نفسه بوصفه مدافعا عن مصالح الناس المستضعفين بوجه النخب السياسية والاقتصادية المهيمنة.
وهاجم كوربن من سماهم المحافظين "المفلسين أخلاقيا" الذين لا يجرؤون على الوقوف بوجه المتهربين من الضرائب وأعضاء "النخبة المذّهبة" الذين يمتصون الثروات من "جيوب" الناس العمال العاديين.
وأشار كوربن في خطابه إلى ما يقول إنه "كارتل يتلاعب بالنظام لمصلحة ثلة من الشركات والأفراد الاثرياء والمتنفذين"، مشددا على أن حزب العمال "سينهي هذا الاحتيال" و"سيطيح بالنظام المزيف" الذي وضعه الأثرياء الذين يستحوذون على الثروات من أجل مصلحتهم.
ولمح الزعيم العمالي إلى بعض رؤساء الشركات أمثال السير فيليب غرين، الذي يواجه انتقادات شديدة بشأن أزمة الرواتب التقاعدية في مؤسسة "بي أج أس" ورئيس شركة "سبورت دايركت" مايك أشلي ، مشيرا إلى أن عليهم أن "يقلقوا بشأن الحكومة العمالية".
وشدد كوربن على أن كل السياسات العمالية، ومن ضمنها زيادة الضرائب على الشركات الكبيرة، وتقديم المزيد من الأموال للرعاة الاجتماعيين، وزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 10 جنيهات استرلينية في الساعة، قد قدرت كلفها تماما.
وأشار كوربن إلى ضعف موقف حزب العمال في استطلاعات الرأي، قائلا إنه أعطي نسبة واحد إلى 200 للفوز بقيادة حزب العمال في عام 2015، ولكنه دحر هذه التوقعات الغريبة.
وكانت ماي قد سعت إلى وضع مفهوم القيادة "القوية والراسخة" في قلب خطابها للناخبين الذي ألقته أمام مؤيديها في بولتون الأربعاء.
وشددت على "وحدة الهدف" في البلاد اليوم، وعلى رغبة الحكومة في متابعة تطبيق اجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي "وتحقيق نجاح فيها".
وحذرت رئيسة الوزراء من احتمال ما سمته بـ "تحالف الفوضى" يقوده كوربن، على الرغم من استبعاد الزعيم العمالي لاحتمال إنشاء تحالف مع الحزب الوطني الاسكتلندي.
وواجهت ماي انتقادات من الأحزاب المنافسة لرفضها المشاركة في مناظرات تلفزيونية مباشرة مع القادة السياسيين الآخرين خلال الحملة الانتخابية.
وقالت ماي إنها تفضل لقاء الناخبين والتوجه إليهم مباشرة.
وقال مصدر في داوننغ ستريت (رئاسة الوزراء البريطانية) إن رئيسة الوزراء لن تظهر على منصة واحدة مع أي زعيم سياسي آخر، بيد أنها لا تستبعد المشاركة في فعاليات مع جمهور أو أفراد في الاستوديو.