وصلت القوات العراقية، اليوم الأحد، إلى محيط الجامع الكبير في المدينة القديمة بالجانب الغربي للموصل، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي، وفق مصدر عسكري عراقي.
والجامع الكبير، والذي يسمى أيضا بالجامع النوري، له رمزية لـ"داعش" على اعتبار أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ظهر للعلن لأول مرة، وأعلن من على منبره قيام "دولة الخلافة" على أراض في العراق وسوريا، في تموز/ يوليو 2014.
وقال النقيب سبهان علي الشويلي، في قوات الشرطة الاتحادية للأناضول، أن "وحدات الشرطة الاتحادية (تابعة للداخلية) تخوض قتالا شرسا في محيط الجامع النوري، بمنطقة الموصل القديمة".
وأضاف "العدو نشر قناصين بشكل مكثف، كما سد بعض الطرق الضيقة أصلا بسيارات مدنية صغيرة، مع تعليقه قطع أقمشة في محاولة لحجب الرؤية عن الطيران ومن قبل مراصدنا الخاصة".
من جانبه قال الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي، إنه "بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة من المدافع والدبابات فضلا عن قيام الطائرات الحربية بضرب مواقع داعش، بصواريخ وقنابل، تحدث دويا هائلا، فإن منارة الجامع النوري الشهيرة باسم الحدباء مهددة بالسقوط".
ودعا الطائي، "القوات الأمنية العراقية المشتركة والطيران الحربي العراقي والدولي إلى الكف عن استخدام الضربات الثقيلة والمدمرة على مصادر نيران داعش بالأحياء القديمة، واستخدام أسلحة مناسبة لمعالجة الأهداف بدون إلحاق أضرار بالمنازل القديمة المكتظة بالسكان والحفاظ على أكبر قدر ممكن من تلك المنازل القديمة الطراز أصلا".
أما الإعلامي الموصلي أحمد محمد محمود، أحد أعضاء مركز نينوى الإعلامي، أشار في حديثه للأناضول، إلى أن "سقوط هذه المنارة أن حصل، فهو خسارة ثقافية ثقيلة للعراق ككل، نظرا لما تمثله هذه المنارة من إرث ورمزية خاصة لسكان الموصل".
واعتبر أن "النصر قد لا يكون مكتملا بسبب تدمير رموز الموصل الثقافية والحضارية والدينية لكن الأهم هو سلامة الأهالي من هذه المعركة".
ويشتهر جامع النوري الكبير بمنارته المحدبة، التي تعد الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي، الذي شيّد عام 1173م