تضاعف عدد السوريين الذين يعيشون تحت الحصار في سوريا هذا العام، ليصل إلى نحو مليون شخص، حسب احصاءات الأمم المتحدة، التي تقول إن الحصار امتد ليشمل مناطق جديدة، بينما تتهم الولايات المتحدة 13 مسؤولا وعسكريا سوريا بالتعذيب وشن هجمات على أحياء ومدنة آهلة بالسكان والتعذيب.
وقال منسق عمليات الاغاثة الأممية ستيفن أوبراين إن العدد الإجمالي للمدنيين السوريين الذين يعيشون في المناطق المحاصرة، قفز من 486.700 إلى 974.080 شخص في غضون ستة أشهر فقط.
وأضاف أوبراين أن المدنيين المحاصرين يتعرضون للعزلة والتجويع والقصف الجوي، والحرمان من العلاج والمساعدات الإنسانية، بهدف دفعهم للخضوع أو للنزوح.
وألقى المسؤول الأممي بالمسؤولية في استخدام "التعامل الوحشي" ضد المحاصرين، على القوات الحكومية، والقوات الموالية لها.
وصرح المسؤول الأممي أمام أعضاء مجلس الأمن أن من يقومون بهذا العمل يعرفون جيدا أن المجلس غير قادر، أو أنه لا يرغب في استخدام صلاحياته للدفع باتجاه اتخاذ خطوات تنتهي إلى توقيفهم.
حصار مناطق جديدة
وجاء في تصريحات أوبراين أن مناطق عدة دخلت مؤخرا قائمة البلدات المحاصرة في سوريا، وتعد من معاقل المعارضة السورية، من بينها حي جوبر بالقرب من دمشق، وهاجر الأسود، وخان الشيح، بالإضافة إلى مناطق أخرى في الغوطة الشرقية.
ووصف وقف إطلاق النار والقصف أحادي الجانب من طرف الحكومة السورية، وحليفتها روسيا، منذ انطلاق العمليات العسكرية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان بمثابة بارقة أمل.
مجلس الأمن استمع لآخر التطورات في سوريا خاصة الأوضاع الإنسانية في حلب جراء القصف وحصار المدنيين في مناطق عدة
مجلس الأمن استمع لآخر التطورات في سوريا خاصة الأوضاع الإنسانية في حلب جراء القصف وحصار المدنيين في مناطق عدة
لكن القصف الذي قامت به قوات المعارضة السورية، ومقاتلي تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، الذي استهدف المدنيين بعد ذلك، وما تبعه من استئناف الطائرات قصفها المدنيين خاصة في حلب، تسبب في دمار كبير وجعل الموت يحصد أرواح سكانها، حسب تصريحات أوبراين.
وقال إنه إلى غاية يوم الأحد، لم يعد في حلب مستشفى واحد قادر على تقديم العلاج بسبب ما تعرضت له المشافي من دمار، بسبب القصف على المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.
وأشار أيضا إلى أن القذائف والصواريخ التي أطلقت دون تمييز على المناطق الغربية، التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية في حلب، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ستين شخصا، وجرح 350 آخرين.
وكان قصف على مدرسة في مناطق سيطرة الحكومة، أدى إلى مقتل ثمانية أطفال.
وحذر المسؤول الأممي من أن الأوضاع الإنسانية تتجه من سيء إلى أسوء في شرق حلب، خاصة مع توقف المساعدات الأممية وصعوبة حصول المدنيين على الغذاء والمؤونة، إلا من بعض المنظمات الإغاثية المحلية.
اتهامات لضباط بالتعذيب
وعلى صعيد آخر، اتهمت الولايات المتحدة 13 ضابطا ومسؤولا سوريا بالمسؤولية على هجمات شنت على مدن وأحياء سكنية ومنشآت مدنية، إضافة إلى تهم بالتعذيب.
قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، في جلسة لمجلس الأمن: "إن بعض الضباط المعنيين يقودون وحدات عسكرية شنت هجمات برية أو جوية على أهداف مدنية، وإن البعض الآخر منهم يديرون معتقلات تابعة للجيش السوري يتم فيها تعذيب معارضين.
وأضافت باور أنهم يعتقدون واهمين أنهم سيفلتون من المتابعة، مثلما كان يعتقد أمثال سلوبودان ميلوشيفيتش وتشارلز تايلور.
وقالت السفيرة الأمريكية إن بلادها تقر بأن بعض فصائل المعارضة السورية ترتكب أيضا انتهاكات، لكنها لم تذكر أي أسماء، بينما قرأت على الحاضرين أسماء المتهمين من الجانب الآخر.
الرد الروسي
ورد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، على نظيرته الأمريكية متهما إياها بعدم الحياد وبالحكم على من ذكرت أسماءهم دون أي تحقيقات قانونية.
ولدى منح الكلمة للسفير السوري، بشار الجعفري، غادرت السفيرة الأمريكية القاعة، مرفوقة بنظيريها البريطاني ماتيو ريكروفت والفرنسي فرانسوا دولاتر.