أفادت مصادر ميدانية وطبية أن حملة القصف المتواصلة على شرقي مدينة حلب خلفت 290 قتيلا وعطلت المستشفيات عن الخدمة، في وقت أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها إزاء التصعيد، وأدانت الولايات المتحدة القصف "الشائن".
وقال مراسل الجزيرة إن الطيران المروحي ألقى فجر اليوم الأحد براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على حييْ الصاخور وهنانو شرقي حلب، مما أدى لمقتل عائلة من ستة أشخاص.
وانطلقت حملة القصف الأخيرة الثلاثاء الماضي وأدت حتى الآن لمقتل 290 شخصا وإصابة مئات آخرين في شرقي حلب. ووسعت الموجة الجديدة من القصف نطاق الدمار وفاقمت الكارثة الإنسانية في المدينة.
وفي وقت سابق، قالت مديرية الصحة إن كل المستشفيات في شرق حلب المحاصر أصبحت خارج الخدمة بسبب القصف الجوي الذي تنفذه طائرات النظام السوري.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف إن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة "أكدت أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في المناطق المحاصرة بحلب، لكن الكثير من السكان يخشون الذهاب إليها بسبب القصف العنيف.
قصف مباشر
وأفادت مصادر طبية بأن المستشفيات تضررت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها المروحيات بما في ذلك القصف المباشر للمباني.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مستشفيات شرق حلب تعرضت لأكثر من ثلاثين ضربة منذ مطلع يوليو/تموز الماضي. وأضافت "عدد الأطباء قليل والمستلزمات الطبية نفدت مع عدم وجود إمكانية لإرسال المزيد".
وقد عبرت الأمم المتحدة عن صدمتها "للتصعيد الأخير في أعمال العنف بسوريا" وحثت على تأمين وصول المساعدات لأكثر من 250 ألف شخص يرزحون تحت القصف والحصار منذ قرابة أربعة أشهر.
العمل الشائن
من جانبها، نددت واشنطن بالعمل الشائن وحذرت دمشق وحليفتها موسكو من عواقب هذه التحركات.
وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس في بيان "تدين الولايات المتحدة بأشد العبارات هذه الهجمات المروعة ضد البنية التحتية الطبية وعمال الإغاثة الإنسانية".
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن التقارير الواردة عن ضربات جوية على مدنيين ومستشفيات في شرق حلب "مثيرة للاشمئزاز". ودعا إلى العودة إلى الدبلوماسية.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه استأنفوا الثلاثاء الماضي عملياتهم ضد شرق حلب بعد توقف لأسابيع، وشنوا أمس الأول عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة.