هاجم مندوب روسيا الدائم، لدي الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، إزاء إفادته بشأن سوريا، أمام مجلس الأمن، مساء امس الأربعاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي دافعت فيه السفيرة الأمريكية، لدي الأمم المتحدة سامنثا باور، عن المسؤول الأممي، وسخرت من إعلان موسكو هدنة في حلب لمدة 8 أيام.
وفي تعقيبه على إفادة أوبراين، قال السفير الروسي إن "أوبراين لم يذكر، في إفادته، أن الطائرات الروسية توقفت عن شن هجمات جوية علي حلب منذ 8 أيام ونحن نسأله لماذا لم يتحدث عن ذلك؟".
وتوجه بحديثه إلى أوبراين، الذي كان حاضراً خلال الجلسة": "عليك أن تبلغنا عن الوضع الحقيقي شرقي حلب (يسطر عليه المعارضة السورية)، وأن تقدم لنا حقائق، أما إفادتك، التي أخبرتنا فيتعين عليك إدخارها لرواية تكتبها في يومِ ما".
ومضي قائلاً: "نحن لسنا بحاجة إلى مواعظ بشأن سوريا، وإن أردت ذلك فعليك الذهاب إلى الكنيسة وليس إلى مجلس الأمن".
وحذر المندوب الروسي في كلمته من مغبة "استغلال الوضع الإنساني في سوريا للتنصل من مواصلة الحرب على الإرهاب"، حسب قوله.
بدورها انتقدت المندوبة الأمريكية، لدي الأمم المتحدة، سامنثا باور، الهجوم الذي شنه نظيرها الروسي على إفادة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.
وقالت سامنثا باور، مخاطبة أعضاء مجلس الأمن": "لم أكن أعتزم الحديث في هذه الجلسة العلنية، لكنني أريد الرد على ما ذكره زميلي الروسي بشأن أوبراين".
وأظهرت باور رسالة قالت إنها "منشور ألقته الطائرات الروسية وقوات النظام السوري على المدنيين في حلب".
وأضافت: "يقول مندوب روسيا إننا لو أردنا الوعظ فعلينا الذهاب إلى الكنيسة، وأعتقد أنه من المفيد فعلاً لنا جميعا أن نذهب إلى الكنيسة، نحن الآن لدينا منشور أسقطته الطائرات الروسية علي حلب تقول فيه (هذا أملكم الأخير إن لم تتركوا مواقعكم فسوف تتعرضون للإبادة فالجميع تخلي عنكم) وإنني أسال هنا: هل تريدون منا أن نشكركم على ذلك؟".
ومضت قائلة: "هل الأطفال المصابون في حلب أعضاء في تنظيم القاعدة؟ .. إن روسيا تضرب المستشفيات بأسلحة مصممة لاستهداف الناس وهم في الملاجئ".
ومضت قائلة بسخرية: "تهانينا لروسيا لأنها لم تستخدم القنابل العنقودية، في حلب لأيام قلائل فقط، لكن النظام الدولي لم يتم تصميمه لكي يعمل بهذا الشكل. إن روسيا تهدد بإبادة المدنيين في حلب، ثم تدعي فتح 6 ممرات لخروج المدنيين من المدينة".
وقامت السفيرة الأمريكية بمغادرة قاعة المجلس فور الانتهاء من إفادتها وهو الأمر الذي انتقده المندوب الروسي وقال لأعضاء المجلس، إن "باور غادرت القاعة لأنها لا ترغب في أي حديث علني بشأن موضوعنا هذا"، نافيا قيام الطائرات الروسية أو قوات الأسد بإلقاء ذلك المنشور.
ودعا، ستيفن أوبراين، في وقت سابق، مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لوقف العنف فورا في سوريا.
وفي إفادته إلى أعضاء مجلس الأمن، في جلسة حول مدينة حلب، قال أوبراين إن "مجلس الأمن باستطاعته وقف العنف (في سوريا) وإذا لم يفعل ذلك فلن يكون هناك شعب سوري والعار سوف يلاحقنا جميعا".
وقال المسؤول الأممي إن "روسيا والنظام السوري يواصلان قصف المستشفيات فيما يستخدم جميع أطراف النزاع الاحتياجات الإنسانية كورقة ضغط بهدف المساومة".
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، حصاراً برياً كاملاً من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شحّ حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني فيها.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 45 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع البلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة ما تزال مستمرة حتى اليوم.