يبدو من المبكر تقدير الكلفة المالية التي سببها توقف الإنترنت على عمليات البنوك وشركات الإعلام وخدمات الطوارئ، وإجبار شركات الطيران على وقف رحلاتها الجوية، ولكن وفق تقديرات نشرها موقع "ميرشانت مشين"، فإن توقف الإنترنت لساعة يسبّب خسائر للاقتصاد العالمي بنحو 1.5 جنيه إسترليني وترتفع الخسارة كلما طالت ساعات التوقف.
وأظهر تحديث من شركة برمجيات الأمن السيبراني CrowdStrike CRWD انخفاضاً بنسبة 3.35% في خدمات الإنترنت وتسبب في انقطاع الخدمة لملايين مستخدمي Microsoft MSFT وانخفاضاً بنسبة 0.71%؛ على أجهزة Windows في جميع أنحاء العالم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة CrowdStrike، جورج كورتز، في منشور على منصة X ، إنه تم تحديد المشكلة وتم نشر إصلاح لها، مضيفًا أن "هذا ليس حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا". وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الجمعة.
ووفق مؤشر التكلفة العالمية لعمليات إيقاف تشغيل الإنترنت الذي يقيس التأثير الاقتصادي الإجمالي لكل انقطاع كبير متعمد للإنترنت وإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم عند حدوثه، فإن كلفة هذا الانقطاع قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. ولا ينتهك انقطاع الإنترنت الحقوق الرقمية للمواطنين فحسب، بل له أيضًا عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
ويُظهر مؤشر التكلفة الإجمالية لعمليات قطع الإنترنت منذ العام 2019 وحتى العام الجاري أن الكلفة المالية التي تكبدها الاقتصاد العالمي من توقف خدمة الإنترنت بلغت نحو 53 مليار دولار. ومن غير المعروف حتى الآن كم ستبلغ كلفة هذا التوقف الذي حدث في خدمات الإنترنت.
وأدى العطل التقني الحالي إلى تعطيل رحلات شركات الطيران الكبرى، بما في ذلك دلتا إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز، وفقًا للتحذيرات الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية. كما تعطلت أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل Windows في رقعة جغرافية أمتدت من الولايات المتحدة إلى الصين وأستراليا، مع انتشار تقارير عن عمليات إعادة التشغيل القسرية للأجهزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تتمكن العديد من الأجهزة المتضررة من إعادة التشغيل، وبدلاً من ذلك أظهرت الشاشات خطوطاً زرقاء تسمى أحيانًا "شاشة الموت الزرقاء".
ووفق موقع " كومبيوتر ويكلي. كوم"، بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن عمليات الإغلاق المتعمد للإنترنت من قبل الحكومات ما يقرب من 24 مليار دولار على مستوى العالم في عام 2022، بعد 114 انقطاعًا كبيرًا في 23 دولة. وكان الانقطاع المتعمد للإنترنت أثرعلى حوالي 710 ملايين شخص حول العالم في عام 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 41%على أساس سنوي. من جانبه يقدر موقع "ميرشانت مشين" البريطاني، أن انقطاع الاتصال بالفضاء الإلكتروني لمدة 60 دقيقة من شأنه أن يؤدي إلى تكبد الاقتصاد العالمي خسارة قدرها 1.5 مليار جنيه إسترليني.
ويرتفع هذا الرقم إلى 15 مليار جنيه إسترليني بعد 10 ساعات وإلى 37 مليار جنيه إسترليني بعد 24 ساعة. وشهد العام الماضي 2023 أطول مدة إجمالية لحجب الإنترنت. ولكن التكلفة الاقتصادية الإجمالية لإغلاق الإنترنت تراجعت بنسبة 60% إلى 9.1 مليارات دولار. وشهد العام الماضي أكثر من 79000 ساعة من انقطاع الإنترنت، وهو أعلى رقم في السنوات الخمس الماضية.
العربي الجديد