عطلت عملية "طوفان الأقصى" نحو 75% من المزارع الإسرائيلية، ما يهدد بارتفاع في أسعار المواد الغذائية والتموينية، خاصة الخضار والفواكه، وينذر بارتفاع معدل التضخم والضغط أكثر على بنك إسرائيل المركزي الذي يعاني من انهيار في قيمة الشيكل، وذلك وفقاً لتقرير إسرائيلي اليوم الاثنين.
وبعد أكثر من 10 أيام على عملية "طوفان الأقصى"، ما زالت السلطات الإسرائيلية تحصي الخسائر التي تكبدها الاقتصاد وأنشطته المختلفة.
على الصعيد الاقتصادي، يقول تقرير بصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" إنه من الصعب تحديد حجم الضرر الذي سببته عملية "طوفان الأقصى"، وإن الوصف الوحيد الذي لا يوجد خلاف حوله هو أن الخسائر ضخمة، ومن الممكن أن تدمر صناعات بأكملها في البلاد، والزراعة هي واحدة من هذه الصناعات المعرضة للدمار".
وتُعرف المنطقة المحيطة بقطاع غزة باسم "رقعة الخضار الإسرائيلية".
وبحسب الأرقام التي قدمها عميت يفراح، الأمين العام لحركة الموشافيم ورئيس اتحاد المزارعين الإسرائيليين، فإن 75% من الخضراوات المستهلكة في إسرائيل تأتي من هذه المنطقة، بالإضافة إلى 20% من الفاكهة، و6.5% من الحليب. كما أن هناك أيضاً مزارع للدجاج ومزارع للماشية ومزارع للأسماك.
وحسب التقرير، تعرضت كل هذه الأنشطة لضربات موجعة طوال الأسبوع الماضي، حيث أُضرمت النيران في الحقول، وتُركت الماشية والدواجن من دون رعاية.
وفي الساعات الأولى من عمليات" طوفان الأقصى"، كانت هناك أيضاً مشاكل خطيرة في إمدادات المياه والكهرباء، ما تسبب في مزيد من الضرر للحيوانات والإنتاج.
في هذا الصدد، يقول يفراح، أحد أفراد عائلة زراعية في مستوطنة موشاف أوهاد: "هناك خلل خطير في قدرتنا على العمل وحصاد المنتجات الزراعية في هذه المناطق، ونحن بحاجة إلى العمال".
ويضيف: "بالطبع، قمنا بإجلاء معظم العمال التايلانديين من المنطقة الحدودية، وبالتأكيد، كل الذين طلبوا المغادرة، وقمنا أيضاً بتوصيل أولئك الذين يريدون العمل مع المزارعين الآخرين في وسط البلاد".
وتظهر مشكلة العمالة والصعوبات اللوجستية في كل محادثة مع المزارعين في منطقة المستوطنات القريبة من قطاع غزة، إذ يقول يارون سولومون، رئيس الدائرة الاقتصادية في اتحاد المزارعين وصاحب مزرعة أفوكادو: "ما يحدث في الوقت الحالي هو أن هناك منتجات، لكن من المستحيل الوصول إلى الحقول، والجيش لن يسمح بالدخول".
ويوضح سولومون أنه يجب قطف ثمار الأفوكادو الآن، وأن هناك أيضًا مشكلة في النقل.
ويقول: "العديد من سائقي الشاحنات غير مستعدين للقدوم إلى المنطقة"، "وحتى لو حصلنا على ساعتين أو ثلاث ساعات يومياً لحصاد المحصول، فلن يكون هناك عمال".
ويحتاج البستان إلى الحصاد فقط في نهاية ديسمبر/كانون الأول في المزارع بهذه المستوطنات، ولكنه يحتاج أيضاً إلى رعاية.
ويواجه المزارعون أيضاً عدم القدرة على جلب طائرات رش المحاصيل، وبالتالي تتضرر المحاصيل، كل المحاصيل الحقلية تقريباً، مثل الجزر والفجل والبصل والكوسا والخيار، وفق مزارعين.
ويشير سولومون إلى ذلك بالقول: "الآن هو الوقت المناسب لزراعة الطماطم. إذا لم نزرعها الآن، فخلال بضعة أشهر سيكون هناك نقص في الفواكه والخضراوات والنباتات، فالزراعة ليست مصنعاً للبراغي.. هناك سلسلة من الأشياء التي يستلزم فيها شيء آخر".
من جانبها، أوضحت وزارة الزراعة الإسرائيلية، في عدد من التصريحات الرسمية، التزامها الكامل بدعم الصناعة، ونشرت قبل أيام أنباء عن إجراءات لتقديم الدعم المالي لاستقدام العمال وإيوائهم وطعامهم ونقلهم.
وحسب "ذا تايمز أوف إسرائيل"، قال المدير العام للوزارة أورين لافي: "لقد خصصت الوزارة لذلك مبلغ 2.5 مليون شيكل"، كما وافقت الوزارة على نشر 90 ملجأ متنقلاً جديداً ضد الغارات الجوية في المزارع بالمنطقة الحدودية لقطاع غزة.
(العربي الجديد)