دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلي، الإثنين، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المانحة إلى تقديم الدعم للحكومة اليمنية لتنفيذ برامجها الاقتصادية والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي أفرزتها حرب مليشيا الحوثي.
جاء ذلك في كلمة الجمهورية اليمنية في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، الذي بدأت أعماله، يوم امس، في العاصمة القطرية الدوحة، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقال مجلي إن "اليمن يعيش أوضاعاً استثنائية ليس بين أسبابها شحة الموارد أو تخاذل أبناءها عن الالتحاق بقيم ومتطلبات العصر الحديث، ولكن في الانقلاب والحرب التي شنتها المليشيا الحوثية الإرهابية على الشعب اليمني".
وأشار إلى أن هذه المليشيا تدربت ومولت من النظام الإيراني كمثيلتها من الحركات الإرهابية والعنصرية المعلنة التي انشأتها إيران في دول عربية بغرض نشر الفوضى والسيطرة على المنطقة ودولها ومقدراتها.
وأكد أن الموقف الأممي والدولي الواضح في رفض انقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية وإدانة الممارسات الإيرانية التخريبية المستمرة في اليمن كان له دورا كبيرا في تفادي الفوضى الشاملة في اليمن وتأثيراتها على المنطقة وحركة التجارة الدولية ومنع الانهيار السياسي والاقتصادي.
ولفت إلى أن ضعف التمويل يشكل تحدياً كبيراً أمام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والشعب اليمني، حيث يحاول اليمن العمل من أجل التخفيف أولاً من آثار الكارثة الإنسانية التي أحدثتها مليشيات الحوثي الإرهابية، ومن ثم العمل على تعزيز قدرات الصمود والتخطيط لمرحلتي التعافي المبكر وإعادة الاعمار.
وأشار عضو المجلس الرئاسي، إلى استمرار المعاناة الإنسانية والتدهور الاقتصادي في اليمن منذ انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية عام 2014 على الشرعية الدستورية والتوافق الوطني وتطلعات أبناء الشعب اليمني، حيث زادت معدلات الفقر بشكل كبير (...).
وتابع مجلي: "في حين نفكر في البناء والتعافي تستمر المليشيات الحوثية المتمردة في السطو على موارد الدولة واستخدامها لأغراض الإرهاب والحرب، كما تشن حرباً مستمرة على المواطنين في المحافظات المحررة".
كما تمارس المليشيا قمعاً إرهابياً ومصادرة كاملة للحقوق والمكتسبات السياسية والاقتصادية والإنسانية على المواطنين في مناطق سيطرتها، وترفض كل مساعي وجهود السلام العادل والشامل المبني على المرجعيات الثلاث والقرارات الأممية.
وأشار إلى أن المليشيا الحوثية وتسعى بشتى الطرق لإفقار المواطنين بفرض الجبايات والاتاوات التي تثقل كاهل المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما تستمر في تسخير الخدمات الأساسية كالتعليم والطاقة والصحة وتجنيد المزيد من الأطفال واستخدامهم في حروبها العبثية".
وقال مجلي: "لم تكتف المليشيات الحوثية بذلك بل استهدفت المنشآت الاقتصادية الحيوية والبنى التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة".
وأوضح أن ذلك أدى إلى توقف تصدير النفط الخام الذي يسهم بنسبة تزيد عن 70 في المائة من إيرادات الدولة والمصدر الأهم في توفير الرواتب لما يقارب مليون موظف ومتقاعد وعائلاتهم في مختلف قطاعات الخدمة العامة، بالإضافة إلى الخدمات.
وأكد أن "فقدان الإيرادات المتأتية من تصدير النفط سيؤدي لتفاقم حِدة الأزمة الإنسانية واتساع رقعة الفقر وتدهور الأمن الغذائي وركود حركة التجارة والعجز عن مواصلة تمويل واردات السلع الأساسية وتدهور قيمة العملة الوطنية، وجهود السيطرة على التضخم".